(11) شرح إعراب سورة هود #
  والفراء(١) بلعت وبلعت، {وَغِيضَ الْماءُ} يقال: غاض الماء وغضته، ويجوز غيض الماء، بضم الغين {وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِ} فبيّن الإعراب فيه لأن الياء مشدّدة فقبلها ساكن، وحكى الفراء: واستوت على الجودي، بإسكان الياء لأن قبلها مكسورا وهي مخفّفة {وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} والذي قال هذه فيما روي نوح ﷺ والمؤمنون، أي أبعد الله الظالمين فبعدوا بعدا على المصدر.
  {وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ ٤٥}
  {إِنَّ ابْنِي} اسم إنّ {مِنْ أَهْلِي} في موضع الخبر. {وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُ} اسم «إن» وخبرها، {وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ} ابتداء وخبره.
  {قالَ يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ ٤٦}
  {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ}(٢) قد ذكرناه. {فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} أي بي من لم يعلم أنه مؤمن، {إِنِّي أَعِظُكَ} أي أعظك بنهيي وزجري لئلّا تكون، والبصريون يقدرون كراهة أن يكون.
  {قالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْئَلَكَ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ ٤٧}
  أي أسألك أن توفّقني وتلطف لي حتّى لا أسأل ذلك {وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي} يدلّ على أنّ الأنبياء À يذنبون {أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ} أي رحمتك يوم القيامة.
  {قِيلَ يا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكاتٍ عَلَيْكَ وَعَلى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ ٤٨}
  {قِيلَ يا نُوحُ اهْبِطْ} أي من السفينة {بِسَلامٍ} أي بسلامة. {وَبَرَكاتٍ عَلَيْكَ} أي نعم ثابتة مشتقّ من بروك الجمل وهو ثباته وإقامته. {مِمَّنْ مَعَكَ} «من» للتبعيض وتكون لبيان الجنس. {وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ} أي وتكون أمم. قال الأخفش سعيد: كما تقول: كلّمت زيدا وعمرو جالس، وأجاز الفراء في غير القراءة وأمما(٣) وتقديره وسنمتّع أمما.
(١) انظر معاني الفراء ٢/ ١٧.
(٢) انظر البحر المحيط ٥/ ٢٢٩.
(٣) انظر معاني الفراء ١/ ١٨.