إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(11) شرح إعراب سورة هود #

صفحة 187 - الجزء 2

  وكذا إذا كان في ماضيه ألف وصل مكسورة كسروا أول المستقبل نحو نستعين قال سيبويه: وكذا ما كان يجب أن تكون فيه ألف وصل مثل تفعّل وتفاعل.

  {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ ١١٤}

  {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ} نصب على الظرف، وحذفت النون للإضافة، وكسرت الياء لالتقاء الساكنين، ولم يحذفها لأن ما قبلها مفتوح (وزلفا) عطف. وقرأ أبو جعفر {وَزُلَفاً} بضمّ الزاي واللام وهو جمع زليف لأنه قد نطق بزليف ويجوز أن يكون واحدا، وقرأ ابن محيصن {وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ} بضم الزاي وإسكان اللام والتنوين وهو مسكن من زلف لأزلف الفتحة خفيفة. {إِنَّ الْحَسَناتِ} قد قيل: يعني به الصلوات ومما لا تنازع فيه أن التوبة تذهب السيئات. وإن اجتناب الكبائر يذهب السيئات الصغائر.

  {وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ١١٥}

  {وَاصْبِرْ} أي على أذاهم.

  {فَلَوْ لا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا ما أُتْرِفُوا فِيهِ وَكانُوا مُجْرِمِينَ ١١٦}

  {فَلَوْ لا} بمعنى هلّا، وهذا تستعمله العرب على التعجب من الشيء أي فهلّا كان من القرون من قبلكم قوم. {يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ فِي الْأَرْضِ} لما أعطاهم الله جلّ وعزّ من العقول وأراهم من الآيات. {إِلَّا قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنا مِنْهُمْ} استثناء ليس من الأول. {وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا ما أُتْرِفُوا فِيهِ} أي من الاشتغال بالمال واللذات.

  {وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ ١١٨}

  {وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ} خبر يزال.

  {إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ١١٩}

  {إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} استثناء. {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ} معنى تمّت ثبتت، ذلك كما أخبر به.

  {وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ وَجاءَكَ فِي هذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ ١٢٠}

  {وَكُلًّا} نصب بنقص. {ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ} أي على الصبر على أداء الرسالة