إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(12) شرح إعراب سورة يوسف #

صفحة 209 - الجزء 2

  أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} ما يعلم يعقوب من أمر دينه.

  {فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ جَعَلَ السِّقايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ ٧٠}

  قال الأخفش: جمع سقاية: سقايا. {أَيَّتُهَا الْعِيرُ} أي أصحاب العير يدلّ على ذلك. {إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ} وكان النداء عن غير أمر يوسف لأنه كذب.

  {قالُوا نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ ٧٢}

  {قالُوا نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ} وروي عن أبي هريرة قالوا نفقد صاع الملك⁣(⁣١)، وروى أبو الأشهب عن أبي رجاء قالوا نفقد صوع الملك⁣(⁣٢) بغير ألف وبغين معجمة، وكذا روي عن يحيى بن يعمر. قال أبو جعفر: الألف في صواع زائدة وهو بمعنى صاع وصاع أكثر في كلام الناس كما قال:

  ٢٣٩ - لا نألم القتل ونجزي به ... الأعداء كيل الصّاع بالصّاع⁣(⁣٣)

  وجمع صواع صيعان، وجمع صاع على التذكير أصواع وعلى التأنيث أصوع، وجمع صوغ أصواغ كثوب أثواب. وصوغ مصدر بمعنى موغ كما تقول: درهم ضرب أي مضروب. {وَلِمَنْ جاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ} ابتداء وخبر، وكذا {وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ} والزّعيم الكفيل وأصله من زعم ذاك أي قاله.

  {قالُوا تَاللهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ ما جِئْنا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَما كُنَّا سارِقِينَ ٧٣}

  {قالُوا تَاللهِ} التاء بدل من الواو لأنها أقرب الزوائد إليها، ولا يقاس على الإبدال فيقال: تالرحمن لأن العرب إذا أبدلت الشيء من الشيء فقد عرف، وكذا المجاز لا يقال عليه.

  {قالُوا فَما جَزاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كاذِبِينَ ٧٤}

  {قالُوا فَما جَزاؤُهُ} ابتداء وخبر. {إِنْ كُنْتُمْ كاذِبِينَ} أي في قولكم وما كنا سارقين.

  {قالُوا جَزاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ٧٥}

  {قالُوا جَزاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ} وهذا مشكل من النحو وفيه ثلاثة أقوال: منها


(١) و (٢) انظر البحر المحيط ٥/ ٣٢٦، مختصر ابن خالويه ٦٤.

(٣) الشاهد لأبي قيس بن الأسلت في ديوان المفضليات ٥٦٩، والخزانة ٢/ ٤٨.