(15) شرح إعراب سورة الحجر
  {إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ٣١}
  {إِلَّا إِبْلِيسَ} قال أبو إسحاق: استثناء ليس من الأول يذهب إلى قول من قال: إن إبليس ليس من الملائكة ولا كان منهم. وهذا قول صحيح يدلّ عليه أن الله جلّ وعزّ أخبرنا أنه خلق الجانّ من نار والملائكة لم تخلق من نار.
  {قالَ يا إِبْلِيسُ ما لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ٣٢}
  {ما لَكَ أَلَّا تَكُونَ} في موضع نصب.
  {قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ٣٧ إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ٣٨}
  ليس إجابة له إلى ما سأل وإنما هو على التهاون به إذ كان لا يصل إلى ضلال أحد إلّا من لا يفلح لو لم يوسوسه.
  {قالَ رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ٣٩}
  {قالَ رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي} فيه أقوال: فمن أحسنها أن المعنى: بما خيّبتني من الجنة يقال: غوى إذا خاب وأغواه خيّبه ومنه: [الطويل]
  ٢٥٩ - ومن يغو لا يعدم على الغيّ لائما(١)
  {إِلاَّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ٤٠}
  {إِلَّا عِبادَكَ} نصب على الاستثناء.
  {قالَ هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ ٤١}
  {قالَ هذا صِراطٌ}. مبتدأ وخبر {عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ} من نعته. قال زياد بن أبي مريم: «عليّ» هي إليّ يذهب إلى أن المعنى واحد. قيل: فيه معنى التهديد أي إليّ مرجعه وعلى طريقه، وقيل: على بيانه أي ضمان ذلك.
  {إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ ٤٢}
  {إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ} الأصل في ليس عند سيبويه ليس قال سيبويه(٢): وأما (ليس) فمسكّنة من نحو صيد كما قالوا: علم ذاك. قال أبو جعفر: كان يجب على أصول العربية أن يقال: لاس لتحرّك الياء وتحرّك ما قبلها. قال سيبويه(٣): فجعلوا إعلاله إزالة الحركة؛ لأنه لا يقال منه: يفعل ولا فاعل ولا مصدر ولا اشتقاق، وكثر في كلامهم
(١) مرّ الشاهد رقم ٥٦.
(٢) انظر الكتاب ٤/ ٤٨٦.
(٣) انظر الكتاب ٤/ ٤٨٦.