إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(16) شرح إعراب سورة النحل

صفحة 258 - الجزء 2

  {وَإِذا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكاءَهُمْ قالُوا رَبَّنا هؤُلاءِ شُرَكاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكاذِبُونَ ٨٦}

  {وَإِذا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكاءَهُمْ} أي أصنامهم التي كانوا يعبدونها تحشر معهم ليوبّخوا بها ويقرّعوا بها في النار. وسماها شركاءهم لأنهم جعلوا لها نصيبا من أموالهم وزرعهم وأنعامهم {فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ} أنطقوا فقالوا لهم: كذبتم ما كنا آلهة ولا نستحقّ العبادة.

  {وَأَلْقَوْا إِلَى اللهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ ٨٧}

  {وَأَلْقَوْا إِلَى اللهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ} استسلموا وانقادوا. {وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ} هلك وزال.

  {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ بِما كانُوا يُفْسِدُونَ ٨٨}

  {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ} أي فوق العذاب الذي كانوا يستحقونه بكفرهم. {بِما كانُوا يُفْسِدُونَ} بصدّهم الناس عن الإسلام.

  {وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ ٨٩}

  {تِبْياناً} أي بيانا مثل تلقاء، ويقال: تبيانا بفتح التاء أي تبيينا.

  {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ٩٠}

  {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ} أي بالإنصاف. {وَالْإِحْسانِ} أي التفضّل. وحقيقة الإحسان في اللغة أنه كلّ فعل حسن {وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى} وهو صلة الأرحام. {وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ} وهو كلّ فعل أو قول قبيح {وَالْمُنْكَرِ} كلّ ما تنكره العقول من أفعال أو أقوال {وَالْبَغْيِ} أشدّ الفساد. وحكى القاسم بن سلام أنه يقال: برأ جرحه على بغي إذا برأ وفيه شيء من نغل، ثم قال جلّ وعزّ: {يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} والأصل تتذكّرون أدغمت التاء في الذال.

  {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذا عاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ ٩١}

  {وَأَوْفُوا} على لغة من قال: أوفى، ويقال: وفى بعهد الله. {إِذا عاهَدْتُمْ} فيه