(19) شرح إعراب سورة مريم
  كانت هذه حاله. {مِنْ آلِ يَعْقُوبَ} لم ينصرف لأنه أعجمي وزعم عاصم الجحدري أنهم لو قالوا هو يعقوب آخر غير يعقوب بن إسحاق لصروفه، وقال: إنّهم قالوا: إنه غير يعقوب بن إسحاق @.
  {يا زَكَرِيَّا} منادى مفرد. {اسْمُهُ يَحْيى} مبتدأ وخبر ولم ينصرف يحيى لأنه في الأصل فعل مستقبل وكتب بالياء فرقا بينه وبين الفعل {لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا} قد ذكرناه، وقد قيل: معناه لم نأمر أحدا أن يسمّي ابنه يحيى قبلك.
  {أَنَّى} في موضع نصب على الظرف. {وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا}(١) قال قتادة:
  أي سنّا، والتقدير في العربية: سنّا عتيّا. والأصل عتوّا لأنه من ذوات الواو فأبدل من الواو ياء لأنها أختها، وهي أخفّ منها والآيات على الياء، ومن قرأ {عِتِيًّا} كره الضمة مع الكسرة والياء.
  {قالَ كَذلِكَ قالَ رَبُّكَ} الكاف في موضع رفع أي الأمر كذلك. {هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ} قال الفراء(٢): أي خلقه عليّ هين، قرأ أهل المدينة وأهل البصرة وعاصم {وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ}، وقرأ سائر الكوفيين وقد خلقناك(٣) قال أبو جعفر: والقراءة الأولى أشبه بالسواد.
  {قالَ آيَتُكَ} مبتدأ وخبره (أن) وصلتها {تُكَلِّمَ} نصب بأن لأن «لا» غير حائلة، وأجاز الكسائي والفراء(٤) «أن لا تكلّم الناس» بالرفع: بمعنى أنك لا تكلم الناس، وهذا كما قال: [الطويل]
  ٢٨٢ - ألا زعمت بسباسة اليوم أنّني ... كبرت وأن لا يشهد اللهو أمثالي(٥)
(١) انظر البحر المحيط ٦/ ١٦٦، وكتاب السبعة لابن مجاهد ٤٠٧، وهي قراءة ابن أبي ليلى والأعمش وحمزة والكسائي، وباقي السبعة بالضم وعبد الله بفتح العين.
(٢) انظر معاني الفراء ٢/ ١٦٢.
(٣) انظر البحر المحيط ٦/ ١٦٧، وتيسير الداني ١٢٠.
(٤) انظر معاني الفراء ٢/ ١٦٢.
(٥) مرّ الشاهد رقم (١٢٤).