(19) شرح إعراب سورة مريم
  قال الأخفش: {سَوِيًّا} نصب على الحال. قال أبو جعفر: والمعنى: يكفّ عن الكلام في هذه الحال.
  {فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} ظرفان، وزعم الفراء أنّ العشيّ يؤنّث ويجوز تذكيره إذا أبهمت. قال: وقد يكون العشيّ جمع عشيّة.
  {يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ} ومن أخذ يأخذ. الأصل أوخذ، حذفت الهمزة الثانية لكثرة الاستعمال، وقيل لاجتماع حرفين من حروف الحلق، واستغني عن الهمزة وكسرت الذال لالتقاء الساكنين. {وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} على الحال.
  {وَحَناناً} عطف على الحكم. وفي معناه قولان عن ابن عباس أحدهما قال: تعطّف الله جلّ وعزّ عليه بالرحمة، والقول الآخر: ما أعطيه من رحمة الناس حتّى يخلّصهم من الكفر والشرّ. {وَزَكاةً} في معناه قولان: أحدهما أنه أعطي الزيادة في الخير والنماء فيه، والقول الآخر أنّ الله جلّ وعزّ زكّاه بأن وصفه أنه زكيّ تقيّ فقال جلّ وعزّ: {وَكانَ تَقِيًّا}.
  {وَبَرًّا بِوالِدَيْهِ} عطف على تقي.
  {وَسَلامٌ عَلَيْهِ} رفع بالابتداء، وحسن الابتداء بالنكرة لأن فيها معنى الدعاء.
  ومعنى سلام عليك وسلام الله عليك واحد في اللغة.
  {فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا} وهو جبرائيل #. سمّي روحا لأنه يأتي بما يحيا به العباد من الوحى فلما كان ما يأتي به يحيا العباد به سمّي روحا ولهذا سمّي عيسى ﷺ روحا {فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا} على الحال.