إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(19) شرح إعراب سورة مريم

صفحة 8 - الجزء 3

  {قالَ إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ} ابتداء وخبر. {لِأَهَبَ لَكِ}⁣(⁣١) قراءة أكثر الناس وهي الصحيحة عن نافع بن أبي نعيم. حكى ذلك أبو عبيد وإسماعيل بن إسحاق وغيرهما من أهل الضبط إلّا ورشا فإنه روى عنه ليهب⁣(⁣٢) وقراءة أبي عمرو ليهب⁣(⁣٣) بلا اختلاف عنه. قال أبو عبيد: وهذا مخالف لجميع المصاحف كل ها: قال: ولو جاز أن يغيّر حرف من المصحف للرأي لجاز في غيره. قال: وفي هذا تحويل القرآن حتى لا يعرف المنزل منه من غيره قال أبو جعفر: «ليهب» يحتمل وجهين: أحدهما: أن يريد لأهب ثم يخفف الهمزة، والآخر يكون على غير تخفيف الهمزة: ويكون معناه ارسلني ليهب، ومن يقرأ «لأهب» فتقديره: قال لأهب لأن في قوله: {إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ} ما يدلّ على هذا.

  {وَلَمْ يَمْسَسْنِي} ظهر التضعيف لما سكن الحرف الثاني. {بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا} الأصل أكن وقد ذكرناه⁣(⁣٤).

  {وَكانَ أَمْراً مَقْضِيًّا} الأصل مقضويّ ثم أدغمت الواو في الياء.

  ظرف وإن شئت كان مفعولا أي قصدت به مكانا قصيا.

  {فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ} قيل: لأنها طلبت الظلّ. {قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُ} من قال متّ ففي تقديره قولان: أحدهما أنه من متّ أمات مثل خفت أخاف، والآخر هو قول سيبويه أنه من متّ أموت، وزعم سيبويه⁣(⁣٥) أنه جاء في كلام العرب على فعلت أفعل: فضل يفضل، ومتّ تموت، ولا يعرف غيرهما. {وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا}⁣(⁣٦) قراءة أهل الحرمين وأبي عمرو وعاصم والكسائي، وقرأ يحيى بن وثاب والأعمش وحمزة {وَكُنْتُ نَسْياً} بفتح النون. قال أبو جعفر: كسر النون في هذا أولى في العربية لجهتين: إحداهما أن


(١) انظر البحر المحيط ٦/ ١٧٠.

(٢) انظر تيسير الداني ١٢٠، ومعاني الفراء ٢/ ١٦٣، والبحر المحيط ٦/ ١٧٠.

(٣) انظر تيسير الداني ١٢٠، ومعاني الفراء ٢/ ١٦٣، والبحر المحيط ٦/ ١٧٠.

(٤) مرّ في إعراب الآية ١٠٩ - هود.

(٥) انظر الكتاب ٤/ ٤٨٦.

(٦) انظر تيسير الداني ١٢١.