إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(19) شرح إعراب سورة مريم

صفحة 14 - الجزء 3

  طلحة عن ابن عباس ¥: أي لطيفا. قال الكسائي: قال: حفي به حفاوة وحفوة. وقال الفراء⁣(⁣١): «إنه كان بي حفيا» أي عالما يجيبني إذا دعوته. قال أبو إسحاق: ويقال: قد تحفّى فلان بفلان حفوة إذا ألطفه وبرّه.

  {وَأَعْتَزِلُكُمْ وَما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ} «ما» في موضع نصب لأنها معطوفة أي واعتزل ما تدعون.

  {وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ} أي قول صدق، كما قال أعشى باهلة: [البسيط]

  ٢٨٥ - إنّي أتتني لسان لا أسرّ بها ... من علو لا عجب فيها ولا سخر⁣(⁣٢)

  وأنّث اللسان في هذا البيت، وهي لغة معروفة، وإن كان القرآن قد جاء بالتذكير.

  قال جلّ وعزّ {عَلِيًّا} وهو نعت للسان، وقال الآخر: [الوافر]

  ٢٨٦ - ندمت على لسان فات منّي ... فليت بيانه في جوف عكم⁣(⁣٣)

  {وَكانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} مشتقّ من الرّضوان، والأصل مرضوّ عند سيبويه أبدل من الواو ياء؛ لأنها أخفّ، وكذا مسنيّة وإنما أبدل من الواو ياء لأنها قبلها ضمة والساكن ليس بحاجز حصين، وقال الكسائي والفراء⁣(⁣٤) من قال: مرضي بناه على رضيت. قالا:

  وأهل الحجاز يقولون: مرضو، وفيه قول ثالث حكاه الكسائي والفراء⁣(⁣٥) قالا: من العرب من يقول: رضوان ورضيّان فرضوان على مرضو ورضيّان على مرضي، ولا يجيز البصريون أن يقال إلّا رضوان وربوان. قال أبو جعفر: سمعت أبا إسحاق يقول:

  يخطئون في الخطّ فيكتبون ربا بالياء ثم يخطئون فيما هو أشدّ من هذا فيكتبون ربيان، ولا يجوز إلّا ربوان ورضوان قال الله جلّ وعزّ {وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ}⁣[الروم: ٣٩].


(١) انظر معاني الفراء ٢/ ١٦٩.

(٢) الشاهد لأعشى باهلة في إصلاح المنطق ٢٦، والأصمعيات ٨٨، وجمهرة اللغة ٩٥٠، وخزانة الأدب ٦/ ٥١١، وسمط اللآلي ٧٥، وشرح المفصّل ٤/ ٩٠، ولسان العرب (سخر) و (لسن)، والمؤتلف والمختلف ١٤، وبلا نسبة في خزانة الأدب ١/ ١٩١، ولسان العرب (علا).

(٣) الشاهد للحطيئة في ديوانه ١٢٢، وتخليص الشواهد ٢٩٢، وخزانة الأدب ٤/ ١٥٢، وشرح شواهد الإيضاح ٥٠٣، ولسان العرب (عكم)، و (لسن)، ونوادر أبي زيد ٣٣، وبلا نسبة في خزانة الأدب ١٠/ ٢٤٤.

(٤) انظر معاني الفراء ٢/ ١٦٩.

(٥) انظر معاني الفراء ٢/ ١٦٩.