(19) شرح إعراب سورة مريم
  {وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا} نصب على الحال. قال الفراء: نجيّ مثل جليس قال: ونجيّ ونجوى يكونان اسمين ومصدرين.
  {وَوَهَبْنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنا أَخاهُ هارُونَ} بدل من الأخ ولم ينصرف لأنه معرفة عجمي، وكذا إدريس #.
  {خَرُّوا سُجَّداً} على الحال. {وَبُكِيًّا} عطف عليه وقيل هو مصدر أي وبكوا بكيا.
  ويقال: بكى يبكي بكاء وبكي وبكيّا إلّا أن الخليل | قال: إذا قصرت البكاء فهو مثل الحزن أي ليس معه صوت. قال: [الوافر]
  ٢٨٧ - بكت عيني وحقّ لها بكاها ... وما يغني البكاء ولا العويل(١)
  {فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} الغيّ في اللغة الخيبة. قال أبو جعفر: وقد ذكرناه.
  {إِلَّا مَنْ تابَ} في موضع نصب على الاستثناء. قال أبو إسحاق: ويجوز أن يكون المعنى لكن من تاب. {فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً}.
  {جَنَّاتِ عَدْنٍ} على البدل. قال أبو إسحاق: ويجوز جنّات عدن» على الابتداء.
  قال أبو حاتم: ولو لا الخطّ لجاز جنّة عدن، لأن قبله يدخلون الجنة. {إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا} قال الكسائي: أي يؤتى إليه ويصار، وزعم القتبيّ(٢): أنّ مأتيا بمعنى آت ومائتي مهموز لأنه من أتى يأتي ومن خفّف الهمزة جعلها ألفا.
(١) الشاهد لحسان بن ثابت في جمهرة اللغة ١٠٢٧، وليس في ديوانه، ولعبد الله بن رواحة في ديوانه ص ٩٨، وتاج العروس (بكى)، ولكعب بن مالك في ديوانه ص ٢٥٢، ولسان العرب (بكا)، ولحسان أو لكعب أو لعبد الله في شرح شواهد الشافية ص ٦٦، وبلا نسبة في أدب الكاتب ص ٣٠٤، ومجالس ثعلب ١٠٩، والمنصف ٣/ ٤٠.
(٢) القتبيّ: هو ابن قتيبة، انظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٢٧٤.