(19) شرح إعراب سورة مريم
  الكوفيين ولدا بضم الواو وإسكان اللام. وفرّق أبو عبيد بينهما: فزعم أن الولد يكون للأهل والولد جميعا. قال أبو جعفر: وهذا قول مردود عليه لا يعرفه أحد من أهل اللغة، ولا يكون الولد والولد إلّا لولد الرجل وولد ولده إلّا أن ولدا أكثر في كلام العرب، كما قال النابغة: [البسيط]
  ٢٨٩ - مهلا فداء لك الأقوام كلّهم ... وما أثمّر من مال ومن ولد(١)
  قال أبو جعفر: وسمعت محمد بن الوليد يقول: يجوز أن يكون ولد جمع ولد، كما يقال: وثن ووثن وأسد وأسد، ويجوز أن يكون ولد وولد جمعا بمعنى واحد، كما يقال: عجمّ وعجم وعرب وعرب.
  وقرأ أبو عبد الرحمن بفتح الهمزة، ويجوز شيئا أادّا كما تقول: رادّا، يقال؛ أدّ يؤدّ أدّا فهو أادّ، والاسم الأدّ إذا جاء بشيء عظيم منكر.
  {تَكادُ السَّماواتُ} على تأنيث الجماعة ويكاد على تذكير الجمع ينفطرن(٢) بالياء والنون قراءة أبي عمرو وعاصم وحمزة، وقرأ الأعمش والحسن ونافع والكسائي {يَتَفَطَّرْنَ}(٣) بالياء والتاء والأولى اختيار أبي عبيد، واحتجّ بقوله جلّ وعزّ {إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ}[الانفطار: ١] ولم يقل: تفطّرت. قال أبو جعفر: يتفطّرن بالياء والتاء في هذا الموضع أولى لأن فيه معنى التكثير فهو أولى لأنهم كفروا فكادت السموات تتشقّق فتسقط عليهم عقوبة بما فعلوه. {وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا} مصدر لأن معنى تخرّ تهدّ.
  {أَنْ} في موضع نصب عند الفراء(٤) بمعنى لأن دعوا ومن أن دعوا وزعم الفراء أن الكسائي قال: هي في موضع خفض.
  لأن الله جلّ وعزّ لا يشبهه شيء، وولد الرجل يشبهه.
(١) الشاهد للنابغة الذبياني في ديوانه ٢٦، والأشباه والنظائر ٧/ ٩٠، وخزانة الأدب ٦/ ١٨١، ولسان العرب (فدي)، وبلا نسبة في خزانة الأدب ٦/ ٢٣٧، وشرح المفصّل ٤/ ٧٣.
(٢) انظر كتاب السبعة لابن مجاهد ٤١٢. والبحر المحيط ٦/ ٢٠٥.
(٣) انظر البحر المحيط ٦/ ٢٠٥.
(٤) انظر معاني الفراء ٢/ ١٧٣.