(20) شرح إعراب سورة طه
  قال أبو إسحاق: {فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ} «من» في موضع رفع، وقال الفراء(١):
  يجوز أن يكون في موضع نصب، مثل {وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ}[البقرة: ٢٢٠]. قال أبو إسحاق: وهذا خطأ لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله ومن هاهنا استفهام؛ لأن المعنى: فستعلمون أأصحاب الصراط نحن أم أنتم، وقرأ يحيى بن يعمر وعاصم الجحدري {فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِ}(٢) على فعلى بغير همز، وتأنيث الصراط شاذ قليل. قال الله جلّ وعزّ {اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ}[الفاتحة: ٦] فجاء مذكّرا في هذا وفي غيره. وقد ردّ هذا أبو حاتم فقال: إن كان من السّوء وجب أن يكون السوءى، وإن كان من السواء وجب أن يقول: السيّى بكسر السين، والأصل السويا، قال أبو جعفر: جواز قراءة يحيى بن يعمر والجحدري أن يكون الأصل السوءى، والساكن ليس بحاجز حصين فكأنه قلب الهمزة ضمة فأبدل منها، والساكن ليس بحاجز ألفا إذا انفتح ما قبلها. {وَمَنِ اهْتَدى} معطوف على «من» الأولى.
  والفراء(٣) يذهب إلى أنّ معنى من أصحاب الصراط السّويّ: من لم يضلّ، وإلى أن معنى «ومن اهتدى» من ضلّ ثم اهتدى.
(١) انظر معاني الفراء ٢/ ١٩٧.
(٢) انظر البحر المحيط ٦/ ٢٧١.
(٣) انظر معاني الفراء ٢/ ١٩٧.