إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(21) شرح إعراب سورة الأنبياء

صفحة 48 - الجزء 3

  تلحقهم الآفات، والحجارة التي لا تعقل فبيّن به الله ø جهلهم بنسبهم إليه مثل هذا بلا حجّة ولا شبهة.

  {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِ} أي بالحجج والبراهين. {عَلَى الْباطِلِ} وهو قولهم {فَإِذا هُوَ زاهِقٌ} حكى أهل اللغة زهق يزهق زهقا وزهوقا إذا انكسر واضمحلّ.

  {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ} ظرفان.

  {لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا} التقدير عند سيبويه والكسائي «غير الله» فلمّا جعلت إلّا في موضع غير أعرب الاسم الذي بعدها بإعراب غير، كما قال: [الوافر]

  ٣٠١ - وكل أخ مفارقه أخوه ... لعمر أبيك إلّا الفرقدان⁣(⁣١)

  وحكى سيبويه لو كان معنا رجل إلّا زيد لهلكنا، وقال الفراء⁣(⁣٢): إلا هاهنا في موضع سوى، والمعنى: لو كان فيهما آلهة سوى الله لفسد أهلهما، وقال غيره: أي لو كان فيهما إلهان لفسد التدبير؛ لأن أحدهما إذا أراد شيئا وأراد الآخر ضدّه كان أحدهما عاجزا.

  وحكى أبو حاتم أنّ يحيى بن يعمر وطلحة قرأ: {هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي}⁣(⁣٣) فزعم أنه لا وجه لهذا. وقال أبو إسحاق في هذه القراءة: المعنى هذا ذكر مما أنزل إليّ ومما هو معي، وذكر ممّن قبلي، وقال غيره: التقدير فيها هذا ذكر ذكر من معي مثل {وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ}⁣[يوسف: ٨٢]. وروي عن الحسن أنه قرأ: {الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ}⁣(⁣٤) بالرفع بمعنى هو الحقّ وهذا الحقّ.


(١) مرّ الشاهد رقم (٢٠٥).

(٢) انظر معاني الفراء ٢/ ٢٠٠.

(٣) انظر مختصر ابن خالويه ٩١.

(٤) انظر المحتسب ٢/ ٦١، ومختصر ابن خالويه ٩١.