إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(21) شرح إعراب سورة الأنبياء

صفحة 53 - الجزء 3

  قال أبو إسحاق: {أُفٍّ لَكُمْ}⁣(⁣١) وأفّ وأفّ لكم. وينوّن في اللغات الثلاث، ويقال: أفّه ومن كسر لالتقاء الساكنين قال؛ الأصوات أكثرها مبنيّ على الكسر والفتح؛ لأنه خفيف والضمّ اتباع، والتنوين فرق بين المعرفة والنكرة.

  {وَنَجَّيْناهُ وَلُوطاً} عطف على الهاء. {إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها} لأن الأرض مؤنّثة، فأما قول الشاعر: [المتقارب]

  ٣٠٢ - فلا مزنة ودقت ودقها ... ولا أرض أبقل إبقالها⁣(⁣٢)

  فرواه أبو حاتم

  «ولا أرض أبقلت إبقالها».

  كره تذكير الأرض. قال أبو جعفر:

  وما في هذا ما ينكر لأنه تأنيث حقيقي. قال محمد بن يزيد: لو قلت: هدم دارك لجاز، والكوفيون يقولون: يجوز التذكير لأنه لا علاقة فيه للتأنيث.

  الأصل أقوام فألقيت حركة الواو على القاف فانقلبت الواو ألفا وحذفت لالتقاء الساكنين، فإن أفردت ألحقت الهاء وقبح حذفها لأنها عوض مما حذف.

  {وَلُوطاً آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً} بمعنى: واذكر لوطا، أو معنى وآتينا لوطا {وَنُوحاً}.

  {وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ} بمعنى واذكروا. ولم ينصرف «داود» لأنه اسم عجميّ لا يحسن فيه الألف واللام، ولم ينصرف «سليمان» لأن في آخره ألفا ونونا زائدتين.

  {فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ} قال أبو إسحاق: أي ففهّمنا القصّة. {وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ} معطوف على الجبال، ويجوز أن يكون بمعنى مع الطير، كما تقول:


(١) انظر تيسير الداني ١٢٦.

(٢) مرّ الشاهد رقم (١٥٢).