(21) شرح إعراب سورة الأنبياء
  التقى الماء والخشبة. قال أبو إسحاق: ويجوز «الطير» بالرفع بمعنى يسبّحن هنّ والطير. قال {وَكُنَّا فاعِلِينَ} أي نقدر على ما نريد، وقال غيره: المعنى وكنا فاعلين للأنبياء À مثل هذه الآيات. {وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً} معطوف أي وسخّرنا لسليمان الريح، وقرأ عبد الرحمن الأعرج ولسليمان الريح(١) بالرفع قطعه من الأول، ورفع بالابتداء، كما تقول:
  أعطيت زيدا درهما ولعمر دينار.
  {وَمِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حافِظِينَ ٨٢}
  {مِنَ} في موضع نصب إن نصبت الريح، ويجوز الرفع بالابتداء وإن رفعت الريح فمن في موضع رفع عطف عليها، وإن شئت بالابتداء أيضا. و {يَغُوصُونَ} على معنى «من»، ولو كان في غير القرآن لجاز يغوص على اللفظ.
  {فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ} لأهل التفسير في معناه قولان عن مجاهد وعكرمة بإسنادين صحيحين قالا: قيل لأيوب ﷺ، قد آتيناك أهلك في الجنّة، فإن شئت تركناهم لك في الآخرة، وإن شئت آتيناك هم في الدنيا. قال مجاهد: فتركهم الله جلّ وعزّ له في الجنّة وأعطاه مثلهم في الدنيا، وقال عكرمة: فاختار أن يكونوا له في الجنّة ويؤتي مثلهم في الدنيا، وقال الضحاك: قال عبد الله بن مسعود: كان أهل أيوب # قد ماتوا إلّا امرأته فأحياهم الله جلّ وعزّ له وآتاه مثلهم معهم، وعن ابن عباس رحمة الله عليه قال: كان بنوه قد ماتوا، فأحيوا له وولد لهم مثلهم معهم.
  {وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ} بمعنى: واذكر كذا.
  قال أبو جعفر: قد ذكرنا عن سعيد بن جبير أنه قال: مغاضبا لربه جلّ وعزّ.
(١) انظر البحر المحيط ٦/ ٣٠٨، ومختصر ابن خالويه ٩٢.