(21) شرح إعراب سورة الأنبياء
  {وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ} والزبور والكتاب واحد، فلذلك جاز أن يقال للتوراة والإنجيل: زبور، من زبرت أي كتبت، وجمعه زبر، ومن قال: زبور جعله جمع زبر {أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ} أحسن ما قيل فيه أنه يراد بها أرض الجنة لأن الأرض التي في الدنيا قد ورثها الصالحون وغيرهم.
  قال سفيان: بلغني أنهم أهل الصلوات الخمس.
  قال سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان محمد # رحمة لجميع الناس فمن آمن به وصدّق به سعد ومن لم يؤمن به سلم مما لحق الأمم من الخسف والغرق.
  يجوز أن يكون «إنّما» بالكسر؛ لأن معنى يوحى إلىّ: يقال إليّ.
  {وَإِنْ أَدْرِي} بمعنى ما أدري، وأدري في موضع رفع لأنه فعل مستقبل لم يقع عليه ناصب ولا جازم، وحذفت الضمة من الياء لثقل الضمة فيها. {أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ} قيل: يعني القيامة.
  {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ} قيل: يعني وما أدري لعلّ الإمهال فتنة لكم أي اختبار وتشديد في العبادة. {وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ} إلى انقضاء المدة.
  {قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِ}(١) في موضع نصب؛ لأنه نداء مضاف، ومن قرأ أحكم بالحقّ(٢) فهو ابتداء وخبر، وعن أبي جعفر أنه قرأ ربّ احكم بالحقّ(٣) وهذا عند النحويين لحن. لا يجوز عندهم: رجل أقبل، حتّى تقول: يا رجل، أو ما أشبهه:
  {وَرَبُّنَا الرَّحْمنُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ} أي على ما تصفونه من الكفر.
(١) انظر كتاب السبعة لابن مجاهد ٤٣١، والبحر المحيط ٦/ ٣١٩.
(٢) انظر البحر المحيط ٦/ ٣١٩، ومختصر ابن خالويه ٩٣.
(٣) انظر البحر المحيط ٦/ ٣١٩، ومختصر ابن خالويه ٩٣.