إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(22) شرح إعراب سورة الحج

صفحة 62 - الجزء 3

  ليس المعنى فعلنا ذلك لنقرّ في الأرحام ما نشاء لأن الله جل وعز لم يخلق الأنام ليقرّ في الأرحام ما نشاء، وإنّما خلقهم ليدلّهم على الرشد والصلاح. قال: وطفل بمعنى أطفال قال: ودلّ على ذلك لفظ الجميع قال: وفيه معنى ويخرج كلّ واحد منكم طفلا.

  ومن قرأ {وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى}⁣(⁣١) فمعناه عنده يستوفي أجله. {وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ} أي إلى الكبر؛ لأنه لا يرجو قوّة ولا طول عمر فهو في أرذل العمر {لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً} مذهب الفراء⁣(⁣٢) لكي لا يعقل من بعد عقله الأوّل شيئا. {مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} قال الكسائي: يقال: بهج بهجة وبهاجة.

  موضع «ذلك» رفع بمعنى الأمر ذلك. قال أبو إسحاق: يجوز أن يكون في موضع نصب على معنى فعل الله ذلك لأنه الحق.

  {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ} في موضع رفع بالابتداء.

  {ثانِيَ عِطْفِهِ} نصب على الحال. ويتأوّل على معنيين: أحدهما أنه روي عن ابن عباس أنه قال: هو النّضر بن الحارث لوى عنقه مرحا وتعظّما، والمعنى الآخر، وهو قول الفراء⁣(⁣٣): إن التقدير: ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ثاني عطفه أي معرضا عن الذكر.

  {ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ} قال أبو إسحاق: «ذلك» في موضع رفع بالابتداء وخبره {بِما قَدَّمَتْ يَداكَ. وَأَنَّ اللهَ} في موضع خفض عطفا على الأول، ويجوز أن يكون في موضع رفع على معنى «والأمر أنّ الله ليس بظلام للعبيد». قال: ويجوز الكسر «وإنّ الله».

  {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ} في موضع رفع بالابتداء، والتمام {انْقَلَبَ عَلى


(١) انظر البحر المحيط ٦/ ٣٢٨، ومختصر ابن خالويه ٩٤.

(٢) انظر معاني الفراء ٢/ ٢١٦.

(٣) انظر معاني الفراء ٢/ ٢١٦.