إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(22) شرح إعراب سورة الحج

صفحة 76 - الجزء 3

  {وَفِي هذا} أي وفي حكمه أنّ من اتّبع محمدا موحد فقد سمّاكم المسلمين. قال أبو جعفر: هذا القول مخالف لقول العلماء الأئمة. وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس هو سمّاكم المسلمين، قال: الله جلّ وعزّ، وكذا روى ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس. وروى ابن نجيح عن مجاهد في قوله جلّ وعزّ: {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ} قال: سمّاكم المسلمين من قبل الكتب والذكر، وفي هذا القرآن. {لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ} أي بتبليغه إياكم.

  وبإجابتكم إياه {وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ} بتبليغكم إياهم وبما ترون منهم {وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ} قيل: أي امتنعوا بما أعطاكم من القوة وانبساط اليد من المعاصي.

  {هُوَ مَوْلاكُمْ} أي وليّ نعمكم، ووليّ ما تحتاجون إليه في حياتكم. ولهذا كره أن يقال للإنسان: يا مولاي من هذه الجهة، ويقول: هذا عبدي، أو أمتي. قال النبيّ :

  ولكن ليقل فتاي أو فتاتي. {فَنِعْمَ الْمَوْلى} أي فنعم الوليّ لكم لأنه يريد بكم الخير {وَنِعْمَ النَّصِيرُ} لمن أطاعه.