إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(25) شرح إعراب سورة الفرقان

صفحة 106 - الجزء 3

  إسحاق فكان مؤذيا للنبيّ {اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ} على لغة من قال: أملى، ومن قال: أملّ قال تملّ عليه {بُكْرَةً وَأَصِيلاً}.

  {وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ} قال أبو إسحاق: «ما» منفصلة. والمعنى أيّ شيء لهذا الرسول في حال مشيه وأكله؟ {لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ} أي هلّا {فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً} جواب الاستفهام.

  {أَوْ يُلْقى} في موضع رفع، والمعنى أو هلّا يلقى إليه كنز أو هلّا {تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْها} قراءة المدنيين وأبي عمرو وعاصم، وقرأ الكوفيون {نَأْكُلَ مِنْها}⁣(⁣١) بالنون. والقراءتان حسنتان تؤدّيان عن معنيين، وإن كانت القراءة بالياء أبين لأنه قد تقدّم ذكر النبيّ وحده فأن يعود الضمير إليه أبين.

  {انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ} أي ضربوا لك هذه الأمثال ليتوصلوا إلى تكذيبك {فَضَلُّوا} عن سبيل الحقّ وعن بلوغ ما أرادوا {فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً} أي إلى تصحيح ما قالوا فيك.

  {تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ} شرط ومجازاة، ولم يدغم لأن الكلمتين منفصلتان، ويجوز الإدغام لاجتماع المثلين {وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً} يكون في موضع جزم عطفا على موضع «جعل»، ويجوز أن يكون في موضع رفع معطوفا على الأولين ثم يدغم، وأجاز الفراء⁣(⁣٢) النصب على الصرف. وقرأ أهل الشام ويروى عن عاصم أيضا {وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً}⁣(⁣٣) بالرفع أي وسيجعل لك في الآخرة قصورا.


(١) انظر كتاب السبعة لابن مجاهد ٤٦٢، والبحر المحيط ٦/ ٤٤٣.

(٢) انظر معاني الفراء ٢/ ٢٦٣.

(٣) انظر كتاب السبعة لابن مجاهد، والبحر المحيط ٦/ ٤٤٤.