إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(26) شرح إعراب سورة الشعراء

صفحة 131 - الجزء 3

  {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ} هذه قراءة أهل الحرمين وأهل البصرة إلّا الحسن فإنه قرأ هو والكوفيون {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ}⁣(⁣١) وبعض أهل اللغة يحتجّ لهذه القراءة بقوله جلّ وعزّ {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ} لأن تنزيلا يدلّ على نزّل، وهو احتجاج حسن، وقد ذكره أبو عبيد والحجّة لمن قرأ بالتخفيف أن يقول: ليس هذا المصدر لأنّ المعنى وإنّ القرآن لتنزيل ربّ العالمين نزل به جبرائيل ، كما قال جلّ وعزّ {قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ}⁣[البقرة: ٩٧] فإنه نزّله على قلبك.

  أي وإنّ الإنذار بمن أهلك لفي كتب الأولين. وفي قراءة الأعمش {لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ}⁣(⁣٢) حذف الضمة لثقلها كما يقال رسل.

  أي أو لم يكن لهم علم علماء بني إسرائيل الذين أسلموا صحّة نبوّة محمد فما عندهم في التوراة والإنجيل آية واضحة. ومن قرأ (تكن)⁣(⁣٣) أنّث لأن أن يعلمه هو الآية كما قال: [الكامل]

  ٣١٥ - فمضى وقدّمها وكانت عادة ... منه إذا هي عرّدت إقدامها⁣(⁣٤)

  ويبعد رفع آية لأن أن يعلمه هو الآية. وقرأ عاصم الجحدري أن تعلمه علماء بني إسرائيل⁣(⁣٥).

  وقرأ الحسن على بعض الأعجميّين⁣(⁣٦). قال أبو جعفر: يقال رجل أعجم وأعجميّ إذا كان غير فصيح وإن كان عربيا، ورجل عجميّ أصله من العجم وإن كان فصيحا ينسب إلى أصله، إلّا أنّ الفراء أجاز أن يقال: رجل عجميّ.


(١) انظر كتاب السبعة لابن مجاهد ٤٧٣، ومعاني الفراء ٢/ ٢٨٤، وتيسير الداني ١٣٥.

(٢) انظر البحر المحيط ٧/ ٣٨.

(٣) انظر تيسير الداني ١٣٥، وكتاب السبعة لابن مجاهد ٤٧٣، والبحر المحيط ٧/ ٣٩، وهذه قراءة ابن عامر والجحدري.

(٤) الشاهد للبيد في ديوانه ٣٠٦، والأشباه والنظائر ٥/ ٢٥٥، والخصائص ٢/ ٤١٥، ولسان العرب (عرد) و (قدم)، وكتاب العين ٢/ ٣٢، وبلا نسبة في الخصائص ١/ ٧٠.

(٥) انظر البحر المحيط ٧/ ٣٩، ومختصر ابن خالويه ١٠٧.

(٦) انظر البحر المحيط ٧/ ٤٠ وهي قراءة ابن مقسم أيضا.