إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(29) شرح إعراب سورة العنكبوت

صفحة 175 - الجزء 3

  {فَكُلًّا أَخَذْنا بِذَنْبِهِ} قال الكسائي: «فكلّا» منصوب بأخذنا.

  {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ} الكاف في موضع رفع على التأويل، لأنها خبر الابتداء في موضع نصب على الظرف. والعنكبوت مؤنّثة، وحكى الفراء⁣(⁣١) تذكيرها وأنشد: [الوافر]

  ٣٣١ - على هطّالهم منهم بيوت ... كأنّ العنكبوت هو ابتناها⁣(⁣٢)

  قال أبو جعفر: وفي جمع العنكبوت وجوه يقال: عناكب وعناكيب وعكاب وعكب وأعكب، وقد حكي أنّه يقال: عنكب. {وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ} قال الضحاك: ضرب مثلا لضعف آلهتهم ووهنها فشبّهها ببيت العنكبوت.

  قال: {إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ}.

  أي ما تعبدون من دونه من شيء. قال أبو جعفر: «من» هاهنا للتبعيض ولو كانت زائدة للتوكيد لا نقلب المعنى.

  مذهب أبي العالية أن المعنى إن مما يتلى في الصلاة، والتقدير على هذا إن تلاوة الصلاة مثل {وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ}⁣[يوسف: ٨٢]. قال أبو جعفر: وقد ذكرنا غير هذا.

  {وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ} مذهب الضحّاك أن المعنى: ولذكر الله عند ما يحرم فيترك أجلّ الذكر، وقيل: المعنى: ولذكر الله النهي عن الفحشاء والمنكر أكبر أي كبير، وأكبر يكون بمعنى كبير.


(١) انظر معاني الفراء ٢/ ٣١٧.

(٢) الشاهد بلا نسبة في لسان العرب (عنكب) و (هطل)، وتهذيب اللغة ٣/ ٣٠٩، والمخصص ١٧/ ١٧، وديوان الأدب ١/ ٣٢٩، وتاج العروس (عنكب) و (هطل)، ومعاني القرآن للفراء ٢/ ٣١٧.