إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(30) شرح إعراب سورة الروم

صفحة 181 - الجزء 3

  ويجوز أن يكون «هم» الثاني بدلا من الأول كما تقول: رأيته إياه، وفي الكلام أيضا معنى التوكيد.

  {وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ لَكافِرُونَ} اللام للتوكيد، والتقدير: لكافرون بلقاء ربّهم على التقديم والتأخير وعلى هذا تقول: إنّ زيدا في الدار لجالس، ولو قلت: إنّ زيدا لفي الدار لجالس، لجاز، فإن قلت: إنّ زيدا جالس لفي الدار. لم يجز لأن اللام إنما يؤتى بها توكيدا لاسم إنّ وخبرها، فإذا جئت بهما لم يجز إن تأتي بها وكذا إن قلت: إنّ زيدا لجالس لفي الدار لم يجز.

  {وَأَثارُوا الْأَرْضَ} لأن أهل مكة لم يكونوا أصحاب حرب.

  {ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ}⁣(⁣١) اسم كان وذكرت لأن تأنيثها غير حقيقي. {السُّواى} خبر كان ومن نصب {عاقِبَةَ} جعل «السّوأى» اسم كان، وروي عن الأعمش أنه يقرأ ثمّ كان عاقبة الذين أساؤا السّوء⁣(⁣٢) برفع السوء. {أَنْ كَذَّبُوا} في موضع نصب، والمعنى: لأن كذّبوا.

  وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي (يبلس)⁣(⁣٣) بفتح اللام والمعروف في اللغة أبلس الرجل. إذا سكت وانقطعت حجّته ولم يؤمّل أن تكون له حجة، وقريب منه تحيّر، كما قال الراجز:

  ٣٣٦ - قال: نعم أعرفه وأبلسا⁣(⁣٤)


(١) انظر تيسير الداني ١٤١، وكتاب السبعة لابن مجاهد ٥٠٦.

(٢) انظر البحر المحيط: ٧/ ١٦٠.

(٣) انظر البحر المحيط ٧/ ١٦٠، ومعاني الفراء ٢/ ٣٢٣.

(٤) الرجز للعجاج في ديوانه ١/ ١٨٥، ولسان العرب (بلس) والتنبيه والإيضاح ٢/ ٢٦٢، وتهذيب اللغة ١٢/ ٤٤٢، وتاج العروس (بلس) و (عجنس) و (كرس) و (وكف)، وجمهرة اللغة ٧١٩، وأساس البلاغة (بجس)، وبلا نسبة في لسان العرب (صلب)، ومقاييس اللغة ٥/ ١٦٩، والمخصّص ١/ ١٢٦، وتاج العروس (صلب)، وتهذيب اللغة ١٠/ ٥٣. وقبله: «يا صاح هل تعرف رسما مكرسا»