إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(33) شرح إعراب سورة الأحزاب

صفحة 220 - الجزء 3

  وعزّ عليهم في أزواجهم أنه لا نكاح إلا بولي وشاهدين عدلين وصداق، وأن لا يتزوج الرجل أكثر من أربع، وقال غيره: يدلّ على هذا {وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ}⁣[النور: ٣٢]،

  {وَلا تَعْضُلُوهُنَ}⁣[النساء: ١٩] {وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ}⁣[الطلاق: ٣٢] مع ما يقوّي ذلك الحديث عن النبيّ {وَما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ} فالذي فرض فيه ألّا يحلّ من النساء إلّا سبي من لا ذمة له {لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ} أي لا تتعدّ هذا، وقيل: هو راجع على قوله: {إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ} وما بعده.

  ترجئ من تشاء منهنّ بالهمزة من أرجأت الأمر إذا أخّرته. ويقرأ {تُرْجِي}⁣(⁣١) بغير همز. وقد تكلم النحويون في الحيلة له فقال بعضهم: هي لغة وإن كانت ليست بالفصيحة، ومنهم من قال: على بدل الهمزة على لغة من قال: قريت. قال أبو جعفر:

  وسمعت علي بن سليمان يقول: الصحيح من قول سيبويه أنه لا يجيز بدل الهمزة لأن أبا زيد قال له: من العرب من يقول في قرأت قريت مثل رميت فقال سيبويه: كيف يقولون في المستقبل؟ قال: يقولون يقرأه قال له سيبويه: كان يجب أن يقولوا: يقرى مثل رميت أرمي. قال أبو الحسن: وهذا من كلام سيبويه يدلّ على أنه لا يجوز عنده، قال: وسمعت محمد بن يزيد يقول: هو من رجا يرجو مشتق، يقال: رجا وأرجيته أي جعلته يرجو. {ذلِكَ أَدْنى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَ} قد ذكرناه⁣(⁣٢). وقيل فيه: ذلك أقرب ألّا يحزن إذا لم تجتمع أحداهن مع الأخرى، وتعاين الأثرة والميل. {وَيَرْضَيْنَ بِما آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَ} على توكيد المضمر أي ويرضين كلّهن، وأجاز أبو حاتم وأبو إسحاق {وَيَرْضَيْنَ بِما آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَ} على التوكيد للمضمر الذي في «آتيتهنّ»، والفراء⁣(⁣٣) لا يجيزه لأن المعنى ليس عليه إذ كان المعنى وترضى كلّ واحدة منهن، وليس المعنى بما أتيتهن كلّهن. قال أبو جعفر: والذي قال حسن.

  {لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ} قال الفراء⁣(⁣٤): اجتمعت القراء على القراءة بالياء


(١) انظر مختصر ابن خالويه ١٢٠، والبحر المحيط ٧/ ٢٣٤.

(٢) انظر إعراب الآية ٣٣ - الأحزاب.

والبحر المحيط ٧/ ٢٣٥.

(٣) انظر معاني الفراء ٢/ ٤٣٦.

(٤) انظر معاني الفراء ٢/ ٣٤٦.