إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(34) شرح إعراب سورة سبأ

صفحة 238 - الجزء 3

  قال سعيد عن قتادة: {وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ} من الكتب والأنبياء $.

  {وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ الظَّالِمُونَ} بالابتداء مرفوعون، و {مَوْقُوفُونَ} خبره، والجملة في موضع خفض بالإضافة، ولا يجوز أن تنصب «موقوفون» على الحال؛ لأن إذ ظرف زمان فلا تكون خبرا عن الجثث، وجواب «لو» محذوف لعلم السامع. {يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ الْقَوْلَ} أي يجاوبه واللغة الفصيحة هذه يقال: رجعت زيدا. {يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْ لا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ} هذه اللغة الفصيحة ومن العرب من يقول: لولاكم حكاها سيبويه⁣(⁣١) ويكون «لو لا» تخفض المضمر وترفع المظهر بعدها بالابتداء وتحذف خبره، ومحمد بن زيد يقول: لا يجوز «لولاكم» لأن المضمر عقب المظهر فلما كان المظهر مرفوعا بإجماع وجب أن يكون المضمر أيضا مرفوعا.

  {بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ} أي أنتم اخترتم الكفر ولم يكن لنا عليكم سبيل إلّا أن دعوناكم فاستجبتم لنا.

  {بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ} قال الأخفش: أي هذا مكر الليل والنهار. قال أبو جعفر:

  والمعنى والله جلّ وعزّ أعلم، مكركم في اللّيل والنهار أي مشارتكم إيانا ودعاؤكم لنا إلى الكفر الذي حملنا على هذا. قال محمد بن يزيد: أي بل مكركم الليل والنهار كما تقول العرب: نهاره صائم، وليله قائم، وأنشد: [الطويل]

  ٣٤٦ - لقد لمتنا يا أمّ غيلان في السّرى ... ونمت وما ليل المطيّ بنائم⁣(⁣٢)


(١) انظر الكتاب ٢/ ٣٩٥.

(٢) الشاهد لجرير في ديوانه ٩٩٣، وخزانة الأدب ١/ ٤٦٥، ولسان العرب (ريح)، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٨/ ٦٠، والصاحبي في فقه اللغة ٢٢٢، والمحتسب ٢/ ١٨٤، والمقتضب ٣/ ١٠٥.