إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(34) شرح إعراب سورة سبأ

صفحة 241 - الجزء 3

  غرفات أبدل من الضمة فتحة لأنها أخف، ويجوز أن يكون «غرفات» جمع غرف ومن قرأ {الْغُرْفَةَ} أتى بواحدة تدل على جماعة والجمع أشبه لأن الإخبار عن جمع.

  {وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} وهذا فيما أنفق في طاعة الله جلّ وعزّ فهو مخلف لا محالة إما في الدنيا وإما في الآخرة. {وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} أي رزق العباد.

  {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً} على الحال {ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ} قال سعيد عن قتادة هذا استفهام مثل قوله جلّ وعزّ لعيسى #: {أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ}⁣[المائدة: ١١٦]. قال أبو جعفر: والمعنى أن الملائكة À إذا أكذبتهم كان في ذلك تبكيت لهم.

  {قالُوا سُبْحانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنا مِنْ دُونِهِمْ} أي أنت المتولّي لنا دونهم. {بَلْ كانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَ} أي يطيعونهم. {أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ} بقبولهم منهم وهو مجاز.

  {قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ} قال سفيان عن ليث عن مجاهد: «بواحدة» قال: لا إله إلا الله، وقال غيره: تقديره بخصلة واحدة ثم بينها بقوله جلّ وعزّ: {أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى} وتكون «أن» في موضع خفض على البدل من واحدة أو في موضع رفع على إضمار مبتدأ، ومذهب أبي إسحاق أنها في موضع نصب بمعنى لأن تقوموا {مَثْنى وَفُرادى} على الحال وهو لا ينصرف لعلّتين قد ذكرناهما⁣(⁣١)، {ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا} معطوف على تقوموا.

  وقرأ عيسى بن عمر علام الغيوب⁣(⁣٢) على أنه بدل أي: قل إنّ ربّي علّام


(١) انظر إعراب الآية ٣ / من سورة النساء.

(٢) انظر البحر المحيط ٧/ ٢٧٨، وهذه قراءة ابن أبي إسحاق وزيد بن علي وابن أبي عبلة وأبي حيوة وحرب أيضا.