إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(36) شرح إعراب سورة يس

صفحة 271 - الجزء 3

  من اللذات والنعيم عن الاهتمام بأهل المعاصي ومصيرهم إلى النار وما هم فيه من أليم العذاب وإن كانوا أقوياء هم وأهليهم. وقرأ الكوفيون {فِي شُغُلٍ}⁣(⁣١) بضم الشين والغين، وعن مجاهد {فِي شُغُلٍ} وحكى أبو حاتم: أنّ هذا يروى عن أبي عمرو بن العلاء أنه قرأ به وهي لغات بمعنى واحد ويقال: شغل بفتح الشين وإسكان الغين {فاكِهُونَ} خبر إنّ، وعن طلحة بن مصرف أنه قرأ فاكهين⁣(⁣٢) نصبه على الحال.

  مبتدأ وخبره، ويجوز أن يكون هم توكيدا {وَأَزْواجُهُمْ} عطفا على المضمر و {مُتَّكِؤُنَ} نعتا لقوله فاكهون.

  الدال الثانية مبدلة من تاء لأنه يفتعلون من دعاء.

  {سَلامٌ} مرفوع عن البدل من «ما»، ويجوز أن يكون «ما» نكرة و «سلام» نعتا لها أي ولهم ما يدّعون مسلّم ويجوز أن يكون «ما» رفعا بالابتداء {سَلامٌ} خبرا عنها. وفي قراءة عبد الله بن مسعود سلاما⁣(⁣٣) يكون مصدرا. وإن شئت في موضع الحال أي ولهم الذي يدّعون مسلّما و {قَوْلاً} مصدر أي نقوله قولا يوم القيامة، ويجوز أن يكون معناه قال الله جلّ وعزّ هذا قولا.

  ويقال: تميّزوا وانمازوا.

  {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ} ويقال: أعهد بكسر الهاء يكون من عهد يعهد. قال أبو إسحاق: ويجوز أن يكون عهد يعهد مثل حسب يحسب. {أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ} قال الكسائي: «لا» للنهي.


(١) انظر تيسير الداني ١٤٩، والبحر المحيط ٧/ ٣٢٧.

(٢) وهذه قراءة الأعمش أيضا، انظر البحر المحيط ٧/ ٣٢٧.

(٣) انظر البحر المحيط ٧/ ٣٢٧.