(37) شرح إعراب سورة الصافات
  ليس في الأفعال يفعل، كما أنك إذا سمّيت بيعفر صرفته وإن سمّيته بيعفر لم تصرفه.
  {إِذْ أَبَقَ} قال محمد بن يزيد: أصل أبق تباعد ومنه: غلام آبق وأبق وقال غيره:
  إنما قيل يونس أبق لأنه خرج لغير أمر الله جلّ وعزّ مستترا من الناس. {إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} قال الفراء:(١) الفلك يذكّر ويؤنّث ويذهب به إلى معنى الجميع، وقال غيره:
  إذا ذهب به إلى معنى الجمع فهو جمع فلك مثل: وثن ووثن.
  {فَساهَمَ} قال محمد بن يزيد: فقارع قال: وأصله من السّهام التي تجال {فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ} أي من المغلوبين به. قال الفراء(٢): يقال: دحضت حجّته وأدحضها الله وأصله من الزلق.
  من ألام إذا أتى بما يجب أن يلام عليه مثل: أحمق فهو محمق، فأما الملوم فهو الذي يلام استحق ذلك أو لم يستحق.
  قال الكسائي: لم يكسر «أنّ» لدخول اللام لأن اللام ليست لها. قال أبو جعفر:
  والأمر كما قال إنما اللام في جواب لو لا وعن ابن مسعود وابن عباس «فلو لا أنه كان من المسبحين» قالا أي من المصلين. قال قتادة: كان يصلّي قبل ذلك فحفظ الله جل وعز له ذلك فنجاه. قال الربيع بن أنس: لو لا أنه كان قبل ذلك له عمل صالح {لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} قال: ومكتوب في الحكمة أن العمل الصالح يرفع ربّه إذا عشر.
  قال سعيد بن جبير: لما قال لا إله إلا أنت سبحانك أنّي كنت من الظالمين قذفه الحوت.
  مما يسأل عنه يقال: خبّر الله جلّ وعزّ هاهنا أنه نبذ بالعراء وقال جلّ وعزّ {لَوْ لا أَنْ تَدارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَراءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ}[القلم: ٤٩] فالجواب أن الله جلّ وعزّ خبّر هاهنا أنه نبذه بالعراء وهو غير مذموم ولو لا نعمة الله جلّ وعزّ عليه لنبذه بالعراء وهو مذموم. وحكى الأخفش في جمع سقيم: سقمي وسقامى وسقام.
(١) انظر معاني الفراء ٢/ ٣٩٣.
(٢) انظر معاني الفراء ٢/ ٣٩٣.