إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(37) شرح إعراب سورة الصافات

صفحة 301 - الجزء 3

  لمّا خففت «إن» دخلت على الفعل ولزمتها اللام فرقا بين النفي والإيجاب.

  والكوفيون يقولون «إن» بمعنى «ما» واللام بمعنى إلّا.

  أي لو جاءنا ذكر كما جاء الأولين لأخلصنا العبادة.

  {فَكَفَرُوا} أي بالذكر، والفراء⁣(⁣١) يقدره على حذف أي فجاءهم محمد بالقرآن فكفروا به. {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} قال أبو إسحاق: أي فسوف يعلمون مغبّة كفرهم.

  قال الفراء: بالسعادة، وقال غيره: التقدير: ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين.

  فلمّا دخلت اللام كسرت «إن».

  على المعنى، ولو كان على اللفظ لكان هو الغالب مثل قوله: {جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ}⁣[ص: ١١]. وقال الكسائي: جاء هاهنا على الجمع من أجل أنه رأس آية.

  قال قتادة: أي إلى الموت، وقال أبو إسحاق: أي الوقت الذي أمهلوا إليه.

  {فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ} أي العذاب، قال أبو إسحاق: وكان عذاب هؤلاء بالقتل.

  وساء بمعنى: بئس، ورفع {صَباحُ} بها.

  {سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ} على البدل قال أبو إسحاق: ويجوز النصب على المدح والرفع بمعنى: هو رب العزة.

  ولو كان في غير القرآن لجاز النصب على المصدر.


(١) انظر معاني الفراء ٢/ ٣٩٥.