إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(4) شرح إعراب سورة الزخرف

صفحة 79 - الجزء 4

  {فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ ٦٥}

  {فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ} قال أبو إسحاق: الأحزاب اليهود والنصارى.

  {الْأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ ٦٧}

  {الْأَخِلَّاءُ} جمع خليل ولم يقل فيه فعلاء كراهة التضعيف {بَعْضُهُمْ} على البدل من الأخلاء، ويجوز أن يكون مرفوعا بالابتداء {لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} الخبر. وروى ابن أبي طلحة عن ابن عباس {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ٦٧} قال: فكلّ خلّة فهي عداوة يوم القيامة إلّا خلّة المتقين {إِلَّا الْمُتَّقِينَ} نصب على الاستثناء من موجب.

  {يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ٦٨}

  من حذف الياء، وهو أكثر في كلام العرب قال: النداء موضع حذف ومن أثبتها قال: هي اسم في موضع خفض فأثبتّها كما أثبت المظهر.

  {الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ ٦٩}

  {الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا} في موضع نصب على النعت لعبادي، ويدلّك على أنه نعت له. وتبيين ما رواه ميمون بن مهران عن ابن عباس قال: بينما الناس في الموقف إذ خرج مناد من الحجب فنادى {يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} ففرحت الأمم كلّها، وقالت نحن عباد الله كلنا فخرج ثانية فنادى {الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ} فيئست الأمم كلّها إلا أمة محمد ومن كان مسلما.

  {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ ٧٠}

  {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ} أي يقال لهم ذلك {أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ} عطف على المضمر في ادخلوا «وأنتم» توكيد {تُحْبَرُونَ} في موضع نصب على الحال. وعن ابن عباس «تحبرون» تكرمون.

  {يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ ٧١}

  {يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ} وحكي في الجمع كوبة وكيبان ويجوز كياب {وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ}⁣(⁣١) هذه قراءة أهل المدينة وأهل الشام، وكذا في


(١) انظر تيسير الداني ١٦٠، وكتاب السبعة لابن مجاهد ٥٨٨.