الإيضاح في علوم البلاغة،

الخطيب القزويني (المتوفى: 739 هـ)

القول في الوصل والفصل

صفحة 133 - الجزء 1

  وقول الأعشى:

  أتينا أصبهان، فهزّلتنا ... وكنّا قبل ذلك في نعيم⁣(⁣١)

  وكان سفاهة منّي وجهلا ... مسيري، لا أسير إلى حميم

  كأنه قال: وكان سفاهة مني وجهلا أن سرت غير سائر إلى حميم.

  وإن كان ماضيا لفظا أو معنى فكذلك يجوز الأمران من غير ترجيح.

  أما مجيئه بالواو، فكقوله: {أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ}⁣[آل عمران: الآية ٤٠]، وقوله تعالى: {أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً}⁣[مريم: الآية ٨].

  وقول امرئ القيس:

  أيقتلني وقد شغفت فؤادها ... كما شغف المهنوءة الرجل الطّالي⁣(⁣٢)؟!

  وقوله: [امرؤ القيس]

  فجئت، وقد نضّت لنوم ثيابها ... لدى السّتر إلا لبسة المتفضّل⁣(⁣٣)

  وقوله تعالى: {أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ}⁣[الأنعام: الآية ٩٣] وقوله: {أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ}⁣[مريم: الآية ٢٠]، وقول كعب: [بن زهير]

  لا تأخذني بأقوال الوشاة، ولم ... أذنب، وإن كثرت فيّ الأقاويل⁣(⁣٤)

  وقوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ}⁣[البقرة: الآية ٢١٤]، وقول الشاعر: [الشرقي بن القطامي]

  بانت قطام، ولمّا يحظ ذو مقة ... منها بوصل ولا إنجاز ميعاد⁣(⁣٥)

  وأما مجيئه بلا واو فكقوله تعالى: {أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ}⁣[النّساء: الآية ٩٠].


(١) البيتان من الوافر، وهما لأعشى همدان في البيان والتبيين ٣/ ٢٣٩، ودلائل الإعجاز ص ١٦١.

(٢) البيت من الطويل، وهو لامرئ القيس في ديوانه ص ٣٣، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٢٢٢، وشرح عمدة الحافظ ص ٤٥٣، ولسان العرب (قطر)، (شعف).

(٣) البيت من الطويل، وهو لامرئ القيس في ديوانه ص ١٤، والدرر ٣/ ٧٨، وشرح شذور الذهب ص ٢٩٧، وشرح عمدة الحافظ ص ٤٥٣، ولسان العرب (نضا)، وتاج العروس (فضل)، (نضا)، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٢/ ٢٢٦، ورصف المباني ص ٢٢٣، وشرح الأشموني ١/ ٢٠٦، وشرح قطر الندى ص ٢٢٧، والمقرب ١/ ١٦١، وهمع الهوامع ١/ ١٩٤، ٢٤٧.

(٤) البيت من البسيط، وهو في ديوان كعب بن زهير ص ١٢.

(٥) البيت من البسيط، ولم أجده في المصادر والمراجع التي بين يدي.