الفصل الأول القول في السرقات الشعرية وما يتصل بها
  إذا غضبت عليك بنو تميم ... وجدت الناس كلّهم غضابا(١)
  وقول أبي نواس:
  ليس على الله بمستنكر ... أن يجمع العالم في واحد(٢)
  ومنه القلب، وهو: أن يكون معنى الثاني نقيض معنى الأول سمّي بذلك لقلب المعنى إلى نقيضه، كقول أبي الشّيص: [محمد بن رزين الخزاعي]
  أجد الملامة في هواك لذيذة ... حبّا لذكرك، فليلمني اللّوّم(٣)
  وقول أبي الطيب:
  أأحبّه وأحبّ فيه ملامة؟ ... إنّ الملامة فيه من أعدائه(٤)
  وكذا قول أبي الطيب أيضا:
  والجراحات عنده نغمات ... سبقت قبل سيبه بسؤال(٥)
  فإنه ناقض به قول أبي تمام:
  ونغمة معتف جدواه أحلى ... على أذنيه من نغم السّماع(٦)
  وقد تبعه البحتري فقال:
  نشوان يطرب للسؤال كأنما ... غنّاه مالك طيّئ أو معبد(٧)
  ومنه أن يؤخذ بعض المعنى ويضاف إليه زيادة تحسّنه، كقول الأفوه الأوديّ:
  وترى الطّير على آثارنا ... رأي عين أن ستمار(٨)
  وقول أبي تمام:
  وقد ظلّلت عقبان أعلامه ضحى ... بعقبان طير في الدّماء نواهل(٩)
(١) البيت من الوافر، وهو في ديوان جرير ص ٧٨، وكتاب الصناعتين ص ٢١٦.
(٢) البيت من السريع، وهو في ديوان أبي نواس ص ١٤٦، وكتاب الصناعتين ص ٢١٦.
(٣) البيت من الكامل، وهو في الإشارات والتنبيهات ص ٢٨٦.
(٤) البيت من الكامل، وهو في ديوان المتنبي ٢/ ١٠٣.
(٥) البيت من الخفيف وهو في ديوان المتنبي ١/ ١٦٧.
(٦) البيت من الوافر، وهو بلا نسبة في تاج العروس (نغم).
(٧) البيت من البسيط، وهو في زهر الآداب ٤/ ١٣٢، ١٣٤، ١٣٦.
(٨) البيت من الرمل، وهو في ديوان الأفوه الأودي ص ١٣٠، وكتاب الصناعتين ص ٢٢٥.
(٩) البيتان من الطويل، وهما في ديوان أبي تمام ٣/ ٨٢.