الإيضاح في علوم البلاغة،

الخطيب القزويني (المتوفى: 739 هـ)

الفصل الأول القول في السرقات الشعرية وما يتصل بها

صفحة 314 - الجزء 1

  وقول الآخر:

  لا تعاشر معشرا ضلّوا الهدى ... فسواء أقبلوا أو أدبروا⁣(⁣١)

  بدت البغضاء من أفواههم ... والذي يخفون منها أكبر⁣(⁣٢)

  وقوله:

  خلّة الغانيات خلّة سوء ... فاتّقوا الله يا أولي الألباب⁣(⁣٣)

  وإذا ما سئلتموهن شيئا ... {فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ}⁣(⁣٤)

  وقول الآخر: [أبو القاسم بن الحسن]

  إن كنت أزمعت على هجرنا ... من غير ما جرم {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ}⁣(⁣٥)

  وإن تبدّلت بنا غيرنا ... «ف {حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}⁣(⁣٦)

  وكقول الحريري: «وكتمان الفقر زهادة، وانتظار الفرج بالصّبر عبادة»، فإن قوله: «انتظار الفرج بالصبر عبادة»⁣(⁣٧) لفظ الحديث.

  وقوله: «قلنا: شاهت الوجوه، وقبح اللّكع ومن يرجوه» فإن قوله: «شاهت الوجوه» لفظ الحديث؛ فإنه روي: لما اشتدّت الحرب يوم حنين أخذ النبي ÷ كفّا من الحصباء، فرمى بها في وجوه المشركين، وقال: «شاهت الوجوه»⁣(⁣٨) أي: قبحت.

  واللّكع قيل: هو اللئيم، وقال أبو عبيد: هو العبد.

  وكقول ابن عبّاد:

  قال لي: إن رقيبي سيّئ الخلق؛ فداره ... قلت: دعني؛ وجهك الجنّة حفّت بالمكاره⁣(⁣٩)


(١) الرجز ولم أجده.

(٢) انظر الآية ١١٨ من سورة آل عمران.

(٣) البيتان من الخفيف، وهما في الإشارات والتنبيهات ص ٢٨٧.

(٤) انظر الآية ١٠٠ من سورة المائدة، والآية ٥٣ من سورة الأحزاب.

(٥) البيتان لم أجدهما.

(٦) انظر الآية ١٨ من سورة يوسف، والآية ١٧٣ من سورة آل عمران.

(٧) أخرجه المتقي الهندي في كنز العمال ٦٥٠٧، ٦٥٠٩، والزبيدي في إتحاف السادة المتقين ٩/ ٦، ٢٧، والعجلوني في كشف الخفاء ١/ ٢٣٩.

(٨) أخرجه مسلم في الجهاد حديث ٨١، والدارمي في السير باب ١٥، وأحمد في المسند ١/ ٣٠٨، ٣٦٨، ٥/ ٢٨٦، ٣١٠.

(٩) البيت من مجزوء الرمل، ولم أجده.