الإيضاح في علوم البلاغة،

الخطيب القزويني (المتوفى: 739 هـ)

الفصل الأول القول في السرقات الشعرية وما يتصل بها

صفحة 316 - الجزء 1

  اقتبس من لفظ الحديث «اعملوا، كلّ ميسّر لما خلق له»⁣(⁣١).

  وأما التضمين فهو: أن يضمّن الشعر شيئا من شعر الغير مع التنبيه عليه إن لم يكن مشهورا عند البلغاء، كقول بعض المتأخرين، قيل: هو ابن التّلميذ الطبيب النصراني: [هبة الله بن صاعد]

  كانت بلهنية الشّبيبة سكرة ... فصحوت واستبدلت سيرة مجمل⁣(⁣٢)

  وقعدت أنتظر الفناء كراكب ... عرف المحلّ؛ فبات دون المنزل

  البيت الثاني لمسلم بن الوليد الأنصاري⁣(⁣٣). وقول عبد القاهر بن طاهر التميمي:

  إذا ضاق صدري وخفت العدى ... تمثّلت بيتا بحالي يليق⁣(⁣٤)

  «فبالله أبلغ ما أرتجي ... وبالله أدفع ما لا أطيق»

  وقول ابن العميد:

  وصاحب كنت مغبوطا بصحبته ... دهرا، فغادرني فردا بلا سكن⁣(⁣٥)

  هبت له ريح إقبال، فطار بها ... نحو السرور، وألجاني إلى الحزن

  كأنه كان مطويّا على إحن ... ولم يكن في ضروب الشعر أنشدني

  «إن الكرام إذا ما أسهلوا ذكروا ... من كان يألفهم في المنزل الخشن»

  البيت لأبي تمام⁣(⁣٦).

  وكقول الحريري:

  على أني سأنشد عند بيعي: ... «أضاعوني وأيّ فتى أضاعوا»⁣(⁣٧)

  المصراع الأخير، قيل: «هو للعرجيّ، وقيل: لأميّة بن أبي الصّلت، وتمام البيت:


(١) أخرجه البخاري في تفسير سورة ٩٢، باب ٣، ٤، ٥، والأدب باب ١٢٠، والقدر باب ٥٤، ومسلم في القدر حديث ٦، ٧، ٨.

(٢) البيتان من الكامل، وهما في الإشارات والتنبيهات ص ٢٨٩.

(٣) البيت في ديوان مسلم بن الوليد ص ٣٣٨.

(٤) البيتان في الأطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ٢/ ٥١٢.

(٥) الأبيات من البسيط، وهي في الإشارات والتنبيهات ص ٤٣١.

(٦) البيت لم أجده في ديوان أبي تمام شرح التبريزي.

(٧) البيت من الوافر، وهو في الإشارات والتنبيهات ص ٢٩٠.