إعراب القرآن وبيانه،

محيي الدين درويش (المتوفى: 1403 هـ)

(21) سورة الأنبياء

صفحة 381 - الجزء 6

  وهذا من عالي الشعر ثم وفقت في كتاب الأغاني لأبي الفرج على هذا البيت في أصوات معبد وهو:

  لهفي على فتية ذل الزمان لهم ... فما أصابهم إلا بما شاءوا

  وما أعلم كيف هذا».

  أما توليد المعاني فهو مستحسن على إطلاقه كقول أبي الطيب المتنبي:

  همام إذا ما فارق الغمد سيفه ... وعاينته لم تدر أيهما النصل

  أخذه من قول أبي تمام:

  يمدون بالبيض القواطع أيديا ... فهن سواء والسيوف القواطع

  وقال المتنبي أيضا:

  وما هي إلا لحظة بعد لحظة ... إذا نزلت في قلبه رحل العقل

  أخذه من قول أبي نواس في وصف الخمرة:

  إذا ما أتت دون اللهاة من الفتى ... دعا همه من صدره برحيل

  وجميل أخذ المتنبي من أبي تمام قوله:

  ومن الخير بطء سيبك عني ... أسرع السحب في المسير الجهام

  وبيت أبي تمام:

  هو الصنع إن تعجل فخير وإن ترث ... فللريث في بعض المواضع أنفع