إعراب القرآن وبيانه،

محيي الدين درويش (المتوفى: 1403 هـ)

(53) سورة النجم

صفحة 365 - الجزء 9

  {الْمُؤْتَفِكَةَ} المنقلبة وهي التي صار أعلاها أسفلها وأسفلها أعلاها.

  {أَزِفَتِ الْآزِفَةُ} أي دنت الدانية، قال النابغة:

  أزف الترحل غير أن ركابنا ... لما تزل برحالنا وكأن قد

  وقال كعب بن زهير:

  بان الشباب وأمسى الشيب قد أزفا ... ولا أرى لشباب ذاهب خلفا

  وفي المصباح: «أزف الرحيل أزفا من باب تعب وأزفا أيضا دنا وقرب، وأزفت الأزفة: دنت القامة».

  {سامِدُونَ} السمود اللهو وقيل الإعراض وقيل الاستكبار وقال أبو عبيدة: السمود الغناء بلغة حمير يقولون: يا جارية اسمدي لنا أي غنّي لنا وقال الراغب: «السامد اللاهي الرافع رأسه من قولهم بعير سامد في مسيره وقيل سمد رأسه وجسده أي استأصل شعره» وفي المختار: «السامد اللاهي وبابه دخل» وفسر الزمخشري السمود بالبرطمة وهي عامية فصيحة، ففي الصحاح البرطمة الانتفاخ من الغضب.

  الإعراب:

  {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى} الهمزة للاستفهام التقريري والفاء عاطفة على محذوف مقدّر ورأيت فعل وفاعل بمعنى أخبرني والذي مفعول رأيت الأول وجملة تولى صلة الموصول {وَأَعْطى قَلِيلاً وَأَكْدى} الواو عاطفة وأعطى معطوف على تولى وقليلا صفة لمصدر محذوف ولك أن تجعله مفعولا به وأكدى عطف على أعطى {أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى} الهمزة للاستفهام الإنكاري وعنده ظرف متعلق بمحذوف خبر مقدم