إعراب القرآن وبيانه،

محيي الدين درويش (المتوفى: 1403 هـ)

(56) سورة الواقعة

صفحة 434 - الجزء 9

  {يَحْمُومٍ} اليحموم هو الدخان الأسود البهيم، وفي المختار: «وحممه تحميما سخم وجهه بالفحم والحمم الرماد والفحم وكل ما احترق من النار الواحدة حممة واليحموم الدخان».

  {الْحِنْثِ} الذنب ويعبّر بالحنث عن البلوغ ومنه قولهم: لم يبلغوا الحنث، وإنما قيل ذلك لأن الإنسان عند بلوغه يؤاخذ بالحنث أي الذنب، وتحنث فلان أي جانب الحنث وفي الحديث: كان يتحنث بنار حراء، أي يتعبد لمجانبته الإثم، فتفعّل في هذه كلها للسلب.

  {الْهِيمِ} الإبل العطاش التي لا تروى من الماء لداء يصيبها والواحد أهيم والأنثى هيماء، وأصل هيم هيم بضم الهاء بوزن حمر، لكن قلبت الضمة كسرة لمناسبة الياء، وعبارة السمين: «والهيم جمع أهيم وهيماء وهو الجمل والناقة التي أصابها الهيام وهو داء معطش تشرب الإبل منه إلى أن تموت أو تسقم سقما شديدا».

  الإعراب:

  {وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ} تقدم إعراب نظيرها قريبا فجدّد به عهدا والكلام مستأنف مسوق للشروع في تفصيل ما أجمله من أحوالهم بعد أن فصّل حال أصحاب اليمين {فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ} خبر ثان أو خبر لمبتدأ مضمر وقد تقدم نظيره {وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ} عطف على ما تقدم {إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُتْرَفِينَ} الجملة تعليلية لا محل لها من الإعراب وإن واسمها وجملة كانوا خبرها وكان واسمها والظرف متعلق بمحذوف حال أو بمترفين ومترفين خبر كانوا {وَكانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ} عطف على ما تقدم وكان واسمها وجملة يصرّون خبرها وعلى الحنث متعلقان بيصرّون والعظيم نعت {وَكانُوا