إعراب القرآن وبيانه،

محيي الدين درويش (المتوفى: 1403 هـ)

(73) سورة المزمل

صفحة 271 - الجزء 10

  لفظا أو تقديرا وهنا «من» مقدرة أي خيرا مما خلفتم {وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} عطف على ما تقدم وإن واسمها وخبراها جملة اسمية تعليلية للاستغفار أي استغفروه في جميع أحوالكم فإن الإنسان مستهدف للتفريط.

  البلاغة:

  في قوله «يوما يجعل الولدان شيبا» مجاز إسنادي كناية عن شدة الهول، يقال في اليوم الشديد: يوم يشيب نواصي الأطفال وأصله أن الهموم والأحزان إذا تفاقمت في الإنسان واستحوذت عليه أسرع فيه الشيب، وقد تعلق أبو الطيب بأهداب هذا المجاز فقال:

  والهمّ يخترم الجسيم نحافة ... ويشيب ناصية الصبي ويهرم

  الفوائد:

  قرأ أبو الشمائل وابن السميقع: هو خير، برفعهما على الابتداء والخبر، قال أبو زيد هو لغة بني تميم يرفعون ما بعد الفاصلة يقولون: كان زيد هو العاقل بالرفع فهذا البيت لقيس بن ذريح وهو:

  تحنّ إلى ليلى وأنت تركتها ... وكنت عليها بالملا أنت أقدر

  قال أبو عمرو الجرمي: أنشد سيبويه هذا البيت شاهدا للرفع والقوافي مرفوعة قلت وبهذا يتخرج بيت أبي نواس الذي لحنه بعضهم، وهو:

  دع عنك لومي فإن اللوم إغراء ... وداوني بالتي كانت هي الداء