إعراب القرآن وبيانه،

محيي الدين درويش (المتوفى: 1403 هـ)

(80) سورة عبس

صفحة 384 - الجزء 10

  {الصَّاخَّةُ} في المختار: «الصاخة: الصيحة تصمّ بشدتها تقول صخ الصوت من باب ردّ ومنه سمّيت القيامة الصاخة» وقال الزمخشري: «صخ لحديثه مثل أصاخ له فوصفت النفخة بالصاخة مجازا لأن الناس يصخون لها» وقال أبو بكر بن العربي: «الصاخة هي التي تورث الصمم وإنها لمسمعة وهذا من بديع الفصاحة كقوله:

  أصمّهم سرّهم أيام فرقتهم ... فهل سمعتم بسر يورث الصمما

  وقول أبي تمام:

  أصم بك الناعي وإن كان اسمعا ... وأصبح مغنى الجود بعدك بلقعا

  ولعمر الله أن صيحة القيامة مسمعة تصمّ عن الدنيا وتسمع أمور الآخرة.

  {تَرْهَقُها} في المختار: «رهقه غشيه باب طرب ومنه قوله تعالى: ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلّة، وفي الحديث: إذا صلّى أحدكم على الشيء فليرهقه أي فليغشه ولا يبعد عنه».

  {قَتَرَةٌ} سواد كالدخان ولا ترى أوحش من اجتماع الغبرة والسواد في الوجه.

  الإعراب:

  {مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ} جملة مستأنفة مسوقة للشروع في بيان ما أنعم عليه بعد المبالغة في وصفه بكفران نعم خالقه، ومن أيّ شيء متعلقان بخلقه والاستفهام للتقرير مع التحقير جمع بينهما بعض المفسرين فقال: «هنا الاستفهام لتقرير التحقير، ومن