أخبار الإمام زيد (ع)،

أبو مخنف الأزدي (المتوفى: 157 هـ)

[طائفة من الأخبار في نصرة أهل البيت $، ورباطة جأش الإمام، وبذله نفسه في سبيل الله. وأخبار في شأن الرافضة]

صفحة 96 - الجزء 1

  سَمِعِنَا وَقْعَ حَوَافِرِ الخَيْلِ، فَمَا فِينَا أَحَدٌ إلاَّ أَرْعَبَهُ، وَظَنَنّا أنّهُ يُوسُف بن عمر. والله مَا رَأيتُ رَجُلاً كَانَ أَرْبَطَ جَأْشَاً وَلا أَشَدَّ نَفْسَاً مِنْ زَيدِ بن علي @ والله مَا قَطَعَ كَلامَهُ، وَلا تَغَيَّرَ وَجْهُه، وَلا حَلّ حَبْوتَهُ. فَمَضَتِ الخَيْلُ وَجَازَتْنَا، فَلَمَّا أنْ تَفَرَّجَ عَنّا مَا كُنَّا فِيهِ، أَقْبَلَ عَلَينَا⁣(⁣١)، وَقَالَ: «أَيُرْعِبُ أَحَدُكُم الشَّيءَ يَخَاف أن يَحلّ بِهِ، وَالله مَا خَرَجْتُ لِعَرَضِ الدُّنْيَا، وَلا جَمْعِ مَالٍ، وَلكنِّي خَرَجْتُ ابتِغَاءَ وَجْه الله وَالتّقَرُّبِ إلى الله بالحَقّ، فَمَنْ كَان الله هِمَّتَهُ، وَمَنِ الله طُلْبَتَهُ⁣(⁣٢)، فَلا يُرْعِبُهُ شَيءٌ إذَا نَزَلَ بِهِ، إذَا كَان لله تعَالى ولِرَضَى نَبيّه ÷»⁣(⁣٣).


= الزيدية». روى عن: الإمام زيد بن علي #، وحرام بن عثمان الأنصاري، ويزيد بن أبي زياد الهاشمي، وأخيه معمر بن خثيم الهلالي، وغيرهم. وروى عنه: الحافظ محمد بن منصور المرادي، وإبراهيم بن محمد بن ميمون، وابن أخيه أحمد بن رشد بن خثيم بن رشد الهلالي، وأحمد بن حنبل الفقيه، وأبو بكر عبدالله بن محمد بن أبي شيبة، وغيرهم. وفاته سنة (١٨٠ هـ). انظر [الجداول الصغرى مختصر الطبقات الكبرى، إكمال تهذيب الكمال: ٥/ ٢٨٥، تاريخ الإسلام: ٤/ ٨٥٦].

(٣) هو: شبيب بن غرقدة السلمي، البارقي، الكوفي. روى عن: حبان بن الحارث الكوفي، وسليمان بن عمرو بن الأحوص، وغيرهما. وروى عنه: سعيد بن خثيم، وإسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وزائدة بن قدامة، وغيرهما. انظر [تاريخ الإسلام: ٣/ ٤٣٠، تهذيب الكمال: ١٢/ ٣٧٠].

(١) في (ب): إلينا.

(٢) في (ب): طلبه.

(٣) روى الإمام المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري #، قال: «أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ [بْنُ عَلِيِّ] بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَاجِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلاَّنٍ الْبَزَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُالسَّلاَم بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رُشْدٍ. عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، قَالَ: كُنَّا فِيْ دَارِ شَبِيْبِ بْنِ عَرْقَدَةَ فَسَمِعْنَا وَقْعَ حَوَافِرِ الْخَيْلِ، فَمَا فِيْنَا أَحَدٌ إِلاَّ رُعِبَ وَأُرْعِدَ، وَظَنَّنَا أَنَّهُ يُوْسُفُ بْنُ عُمَرَ، وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ رَجُلاً =