٢٣ - عن محمد بن قيس⁣^(⁣١)، قَالَ: كُنْتُ بِوَاسِط وَزَيد بن علي @ فِيهَا، وَكَان أَصْنَافُ النّاسِ يَغدونَ إِلَيهِ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ يُكَلِّمُونَهُ، فَكَانَ يَأخْذُ مَعَ النَّاسِ فِي كَلامِهِم حَتَّى يَقُولُوا⁣^(⁣٢) هَذَا مِنَّا، ثُمَّ يَنْقُضُ عَليهِم حَرْفَاً حَرْفَاً حَتَّى يَقُومُوا ولَيسَ مَعَهُم شَيءٌ. قَالَ: فَكَان مَعَهُ ابن أخِيهِ عَبدالله بن محمَّد بن عَلي⁣^(⁣٣)، قَال: فَقُلتُ لِعَبد الله بن محمَّد بن عَلي:

= كَانَ أَرْبَطَ جَأْشاً وَلاَ أَشَدَّ نَفْساً مِنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ @، وَاللَّهِ مَا قَطَعَ حَدِيْثَهُ، وَلاَ تَغَيَّرَ وَجْهُهُ، وَلاَ حَلَّ حَبْوَتَهُ، فَمَضَتِ الْخَيْلُ وَجَازَتْنَا، فَلَمَّا انْفَرَجَ عَنَّا مَا كُنَّا فِيْهِ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ: لِيُرْعِبَ أَحَدَكُمُ الشَّيْءُ يَخَافُ أَنْ يَحُلَّ بِهِ، وَاللَّهِ مَا خَرَجْتُ لِغَرِضِ دُنْيَا وَلاَ لِجَمْعِ مَالٍ، وَلَكِنِّي خَرَجْتُ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَالتَّقَرُّبَ إِلَى اللَّهِ، فَمَنْ كَانَ اللَّهُ هِمَّتَهُ وَمِنَ اللَّهِ طِلْبَتُهُ فَمَا يُرْعِبُهُ شَيءٌ إِذَا نَزَلَ بِهِ إِذَا كَانَ لِلَّهِ وَإِرْضَاءِ نَبِيِّهِ ÷» [الأمالي الاثنينية: ٥٩٥].

(١) هو: محمد بن قيس بن الربيع الوالبي، الأسدي، الكوفي، أبو نصر، أبو الحكم، أبو قدامة، من أصحاب الإمام زيد بن علي #. قال عباد بن يعقوب الرواجني: «رأيته، كان شيخَ صِدق». وقال الحافظ عبد العزيز بن إسحاق البغدادي، يعدّ أصحاب الإمام زيد #: «ومنهم محمد بن قيس بن الربيع، وكان فاضلاً ورعاً». ووثقه الإمام المؤيد بالله #. روى عن: الإمام زيد بن علي #، والإمام عبدالله بن الحسن بن الحسن #، وغيرهما. وروى عنه: عبدالله بن زياد السراج، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي. انظر [الأمالي الاثنينية: ٦٠٠، فتاوى العلامة عبدالرحمن شايم القسم الثاني، أنساب الأشراف للبلاذري: ١١/ ١٨٣، تهذيب الكمال: ٢٦/ ٣١٨].

(٢) في (ب): يقولون.

(٣) هو: عبد الله بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب #، ابن الإمام الباقر #، وأخو الإمام الصّادق جعفر بن محمد لأمّه، فأمّهما أم فروة بنت القاسم بن محمد ابن أبي بكر. وخرجَ ابنه حمزة - حمزة بن عبدالله بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - مع الإمام =