أخبار الإمام زيد (ع)،

أبو مخنف الأزدي (المتوفى: 157 هـ)

[طائفة من الأخبار في نصرة أهل البيت $، ورباطة جأش الإمام، وبذله نفسه في سبيل الله. وأخبار في شأن الرافضة]

صفحة 100 - الجزء 1

  فَقَالوا لَه: أنّه تَعَذَّرَ عَلينَا الأشيَاء. قَال: فَعَلَيَّ، فَإنَّما اشْتَريتُ بِهِ دِينِي وَدِينكم، عَليَّ مَالُ الرَّجُلَين وَكِراهُمَا حَتَّى يَرْجِعَا إليكُم. قَالُوا: نَعَم، ثُمَّ رَجَعُوا إليهِ فَقَالُوا: مَا نُريدُ أنْ نَبْعَثَ إليهِ أَحَدَاً!. [٥ - أ] قَالَ: وَلِم؟!. قَالُوا: بَدا لَنَا. قَالَ: وَمَا بَدَا لَكُم؟!. قَالُوا: إنَّهُ لَوْ أَمَرَنَا بِالخُروجِ مَعَكَ؛ عَرَفْنَا أنَّ ذَاكَ⁣(⁣١) مِنهُ تَقِيَّةً. قَالَ: فَحطةً أطْلُبُها مِنكُم، وأنَا أُحِبُّ أنْ تُعْطُونِيهَا. قَالُوا: مَاهِي؟!. قَالَ: «قَد بَلَغَنِي أنّهُ يَكُونُ لَكُم مَجَالِس يَتَكَلَّمُ فِيهَا المُتَكَلِّمُ مِنكُم فَتَذْكُرونَ هَؤلاءِ وَظُلْمهَم وَتَعَدِّيهم مِن الحُكم، ثُمّ تَذكُرونَ مَظْلمَة آل محمَّد ÷ وَقَتل الحُسَين # ومَا انْتُهِكَ مِنْ حُرْمَتِه؛ فَيَكثر عِنْدَ ذَلِك بُكَاؤكُم، وَتَسْألونَ الله تعالى أنْ يَبْعثَ لَكُم رَجُلاً مِنْ وَلَد الحُسَين # يَطْلُبُ بذلكَ الدَّم؛ فَتَنْصُرونَه وَتُعِينُونَهُ، فَأنَا مِنْ وَلَدِ الحُسَين، وأنَا أَدْعُوكُم إلى أنْ تُعينُوني إلى كِتَابِ رِبِّكُم تَعالى وسُنَّةِ نَبيكُم ÷ عَلى الطَّلَب بِهَذا الدَّم [المَظْلُوم]⁣(⁣٢)؟!».

  قَالُوا: لا يَسَعُنَا ذَلِكَ. قَال: فحطةٌ أطْلُبُها إليكُم. قَالُوا: مَاهِي؟!. قَال: تَكُفَّونَ عَنِّي أَلْسِنَتَكُم أنْ تَنْهَوا النَّاسَ عَنِ اتِّبَاعِي وَمُعَاوَنَتِي. قَالُوا: لا يَسَعُنَا ذَلِك!. قَال: «فَأنْتُم حَرْبي في الدُّنْيَا وَالآخرَة، أمَا وَالله لئن أظْفَرَني الله بِكُم مَعْشَرَ الرَّافِضَةِ لأُقَطِّعَنَّ أَيدِيكم وأَرْجُلَكم مِنْ خِلاف، ثُمّ لا أَقْبَلُ لَكُم تَوبَةً أبَدَاً». وَإنَّمَا هَؤلاءِ القَوم كَانُوا بَايَعُوا زَيد بن عَلي @،


= والأبناء والأزواج وثوابكم على الله ø، أما إن أحوج ما تكونون إذا بلغت الأنفس إلى هذه - وأومأ بيده إلى حلقه -» [الكافي: ٨/ ٣٣٣]

(١) في (ب): ذلك.

(٢) ساقط في (ب).