أخبار الإمام زيد (ع)،

أبو مخنف الأزدي (المتوفى: 157 هـ)

[طائفة من الأخبار في دعوة الإمام زيد بن علي @، وحثه على الجهاد]

صفحة 139 - الجزء 1

  ٤٧ - [٧ - ب] عَن زيد بن علي @ قَال: «وَالله مَا اسْتَنَارَتْ⁣(⁣١) ضَلالَةٌ قَطّ في قَلْبِ ضِلِّيلٍ حَتَّى يَرَاهَا هَدْيْاً وَصَوَابَاً؛ إلاَّ بِالخِذْلانِ مِنَ الله لَهُ عَليهَا؛ بِتَرْكِهِ الهُدَى وَالحَقِّ وَالصَّواب».

  ٤٨ - وقال #: «الذَّليلُ مَنْ ظَلَمَ، وَالحَقِيرُ مَنْ تَكَبَّر».

  ٤٩ - عن الزهري، قَال: لَم أرَ فِي وَلَدِ عَلي بن الحسين كَانَ أشَدَّ تَعْظِيمَاً لِمَحَارِمِ الله تعالى مِنْ زَيدِ بن عَلي @.

  ٥٠ - عن أبي مخنف، قَال: كَتبَ زَيدُ بن عَلي @ إلى أهْلِ الكُوفَة وَإلى أهْلِ العِرَاقِ وَإلى جَميعِ الآفَاقِ مِنْ قبلِ أنْ يُقْتل بخمْسَةٍ وَأربَعين يَومَاً: «أمّا بَعد، يَا قَارِئ القُرآنِ، فَإنَّكَ لَنْ تَتْلُوَ القُرْآنَ حَقَّ تِلاوَتِهِ؛ حَتّى تَعْرِفَ الذي حرَّفَهُ، وَلَنْ تَمَسَّكَ بِالكِتَابِ؛ حَتَّى تَعْرِفَ الذي نَقَضَه، وَلَن تَعْرِفَ الهُدَى؛ حَتَّى تَعْرِفَ الضَّلالَة، وَلَن تَعْرِفَ التُّقَى؛ حَتّى تَعْرِفَ الذي تَعَدَّى. فَإذَا عَرَفْتَ البِدْعَةَ فِي الدِّينِ وَالتَّكْلِيف، وَعَرَفْتَ الفِرْيَةَ عَلى الله وَالتَّحْرِيف؛ رَأيتَ [كَيفَ]⁣(⁣٢) هَدَى مَنْ هَدى. اعْلَم أنَّ القُرْآنَ لَيسَ يَعْلَمُهُ إلاَّ مَنْ ذَاقَهُ؛ فَأَبْصَرَ بِهِ عَمَاهُ، وَأسْمَعَ بِه صَمَمَهُ، وَحَيي بَعْدَ إذْ مَاتَ، وَنَجَا بِه مِنَ الشُّبُهَات. وَاعْلَم يَا قَارِئ القُرْآن، أَنَّ العَهْدَ بِالرَّسُول ÷ قَدْ طَال، وَلم يَبْقَ مِنَ الإسْلامِ إلاَّ اسْمُه، ولا مِنَ القُرْآنِ إلاَّ رَسْمُه، وَلا مِنَ الإيمَان إلاّ ذِكْرُه، وَإنَّ الله ø لَم يَجْعَل مَا قَسَمَ بَيْنَنَا نَهبَاً، وَلا لِيَغْلِبَ قُويُّنَا ضَعِيفَنَا، وَلا كَثِيرُنَا قَلِيلَنَا؛ بَلْ قَسَمَ بِرَحْمَتِه عَلينَا الأقْسَامَ وَالعطيّات، فَمَنْ أَجْرَأ عَلى الله مِمّنَ زَعَمَ أنَّ لَه أَقْسَامَاً بَين العِبَادِ سِوَى مَا حَكَمَ بِهِ


(١) في (ب): ما استاثرت.

(٢) ساقط في (ب).