أخبار الإمام زيد (ع)،

أبو مخنف الأزدي (المتوفى: 157 هـ)

[مناظرة الإمام # للنصراني، والجواب في العدل، وحقيقة الإيمان، والبراءة من العقائد الباطلة، ومواعظ، والكلام في العلماء والراسخين]

صفحة 142 - الجزء 1

  لَك، وَلَدَتْهُ أُمُّهُ مَرْيم طِفْلاً مَوْلُودَاً؟. فَقَال: بَلى، أَقْرَرْتُ بِذَلِك. قُلْتُ لَه: وَأيُّ شَيءٍ فَعَل؟. قَال: أحْيَا المَوتَى، وَأبَرَأ الأكْمَهَ وَالأبْرَصَ. فَقُلتُ: فَهَذَا كُلُّهُ فِيهِ آيَةٌ [لله]⁣(⁣١) وَدَلالَةٌ عَلَيهِ؛ إذْ جَعَلَ هَذَا عَلى يَدَيه، ألاَ تَرَى أنَّهُ بِذَلِكَ كُلّهِ لم يَنْتَقِل عَنْ حَالَةِ المُحْدَثِ وَصِفَةِ المَخْلُوقِ، بَلْ رَجَعَ بِجَمِيعِ مَا كَانَ مِنْهُ عَلى الدَّلالَةِ عَلى الله. فَقَالَ الرَّاهِب: أَشْهَدُ أن لا إله إلا الله، وأَشْهَدُ أنّ مُحَمَّدَاً رَسُولُ الله، وَأَشْهَدُ أَنَّ عِيسَى كَلِمَةُ الله أَلْقَاهَا إلى مَرْيَم، وَأنَّهُ [٨ - أ] عَبْدٌ مَخْلوقٌ. فَآمَن⁣(⁣٢).

  ٥٢ - عن بكر بن حارثة، قال: سَمعتُ أبي يَقولُ لِزَيد بن علي @: جَعَلَنِي اللهُ فِدَاك، أَلَيْسَ قَدْ عَلِمَ الله تَعَالى مَا يَعْمَلُ العِبِاد؟. قَال #: «قَدْ عَلِمَ


(١) ساقط في (ب).

(٢) وجاء في مجموع كتب ورسائل الإمام زيد بن علي #: «دخل الإمام زيد على هشام وعنده راهب مسيحي، فقال له: كلم هذا يا زيد؟ فقال للراهب: ألست معي أن عيسى # كان شخصاً جسيماً مجسماً، وكان مولوداً وناشئاً بعد مولده إلى أن دعا إلى اللّه تعالى؟ قال الراهب: أقول: إنه ابن اللّه. قال الإمام: ويحك لم أسألك عن هذا، سألتك عن عيسى هل ولدته مريم طفلاً مولوداً؟ قال الراهب: نعم أقر بذلك. قال الإمام: فما الذي ينقله عن هذا الحد حتى زعمت أنه رب وإله؟ قال الراهب: ما كان من فعله. قال الإمام: وأي شيء فعل؟ قال الراهب: يحيي الموتى ويبرئ الأكمة والأبرص. ال الإمام: هذا كله آية لله ودلالة عليه، إذ جعل هذا على يديه، ألم تر أن ذلك كلّه لم يُخْرِج عن حال المحدث وصفة المخلوق، بل رجع جميع ما كان منه إلى الدلالة على اللّه، إذ لا تعلم أقد غاب عيسى أو يكون في الأرض؟ ولا تعلم به حتى أظهر ما أظهر، إذ قد زعمت أن ربك يأتي خلقه في صورتهم كأحدهم. فقال الراهب: أنا أشهد أن لا إله إلا اللّه وأن محمداً رسول اللّه وأشهد أن عيسى كلمة اللّه ألقاها إلى مريم وأنه عبد مخلوق» [مجموع كتب ورسائل الإمام زيد بن علي: ٣٥٤]، وانظر [روضة الأخبار للحجوري: مخطوط].