[مناظرة الإمام # للنصراني، والجواب في العدل، وحقيقة الإيمان، والبراءة من العقائد الباطلة، ومواعظ، والكلام في العلماء والراسخين]
  الله مَا هُم عَامِلُون، وَمَاهُمْ إلَيهِ صَائِرُون. قَال: فَمَا سَاقَهُم العِلْمُ مِنه إلى أَعْمَالِهِم؟!. فَقَال زَيد بن علي @: «قَد بَيَّنَ الله تعَالى لَكُم ذَلك في كِتَابِه، إذْ يَقُولُ: {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ}[الحجر: ٢٤]، فَقَد عَلِمَ الله تعالى مَنْ يَتَقَدَّمُ إلى الطَّاعَة، وَمَنْ يَتَأخَّرُ، وَمَنْ يُؤمْن، [وَمَنْ](١) يَكْفُر، فَتَبرَّأ مِنَ كُفْرِ الكَافِرِين بِه، وَمِنْ أَعْمَالِ العَاصِينَ لَهُ. أَفَمِنْ(٢) عِلْمِهِ الذي أَدَّاهُمْ(٣) إلى الكُفْر، أَمْ مِنْ كُفْرِهِمْ تَبَرَّأ؟!».
  ٥٣ - عن بكر بن حارثة، قال: قال زَيد بن علي @: «مَا انْتَشَرَتْ ضَلالَةٌ قَطّ مِنَ الضَّالِّين، إلاّ وَلله سُبحَانَه خَاصَّةٌ مِنْ عِبَادِهِ يَهتَمُّونَ بِمَا انْتَشَرَ مِنَ الضَّلالَةِ [وَيَجْهَدُونَ أنْ يُخْمِدُوا نِيرَان الفِتْنَة وَالضَّلالَة](٤)، ذَلِكَ بِمَا جَعَلَ الله لَهم مِنَ النُّورِ وَالبَصِيرَة، فَهُمْ عَلى ذَلِكَ يُقْتَلُونَ وَعَليه يَمُوتُونَ، وذَلك في الله وفي مَحَبَّتِهِ وِفِيمَا أَرَادَهُ مِنهُم يَسِير».
  ٥٤ - وقال #: «والله مَا كَرِه قَومٌ قَطُّ المَوتَ في الله إلاَّ ذلُّوا، وَغَلَبَ عَليهِم شِرَارُهُم، ثُمَّ لَقُوا الله مَحْجُوبِين»(٥).
(١) ساقط في (ب).
(٢) في (ب): قال أفمن.
(٣) في (ب): الذي أدّى إلى الكفر. أي من علمِهم الذي علمَ به أنّهم سيختارون الكفُر، وهو وجه قول #: «فَقَد عَلِمَ الله تعالى مَنْ يَتَقَدَّمُ إلى الطَّاعَة، وَمَنْ يَتَأخَّرُ، وَمَنْ يُؤمْن، «وَمَنْ» يَكْفُر».
(٤) ساقط في (ب).
(٥) قال الإمام أبو طالب يحيى بن الحسين #: «أَخْبَرَنَا أبي ¦، قَالَ: أخْبَرَنَا أبو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بن مُحَمَّدِ بن يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي يَحْيَى بن الْحَسَنِ الْعَقِيقِي، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمَّارُ بن أَبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي كُلَيْبُ الْحَارِثِي أَنَّ زَيْدَ بن عَلِيٍّ # دَخَلَ عَلَى هِشَامِ بن عَبْدِ الْمَلِكِ، .... ، فَخَرَجَ أبو الْحُسَيْنِ زَيْدُ بن عَلِيٍّ # وَهُوَ يَقُولُ: لَمْ يَكْرَهْ قَوْمٌ قَطّ حَرَّ السُّيُوفِ إلاّ ذَلُّوا. * قَالَ يَحْيَى بن =