أخبار الإمام زيد (ع)،

أبو مخنف الأزدي (المتوفى: 157 هـ)

[مناظرة الإمام # للنصراني، والجواب في العدل، وحقيقة الإيمان، والبراءة من العقائد الباطلة، ومواعظ، والكلام في العلماء والراسخين]

صفحة 144 - الجزء 1

  ٥٥ - عن بكر بن حارثة، قال: سَمعتُ زَيدَ بن علي @ يَقُول: «مَنْ وَصَفَ الهُدَى وَالتَّقْوى وَالبِرَّ والإيمَان وَلم يَكُن بِهِ عَامِلاً؛ أَكْذَبَهُ الهُدَى وَتَبَرَّأَ مِنْهُ أَهْلُ التَّقْوَى وَرَدَّ عَلَيه أَهْلُ الإيمَان. وَذَلِكَ [أنَّ]⁣(⁣١) صِفَةَ الهُدَى لا تَقَعُ بِغَيرِ يَقِين، وَاليَقِينُ يَبْعَثُ عَلى العَمَل؛ لأنَّهُ مَنْ رَجَا شَيْئَاً عَمِلَ لَه، وَمَنْ خَافَ أَمْرَاً هَرَبَ مِنه. وَلَنْ يَبْلُغَ وَاصِفٌ وَصْفَ⁣(⁣٢) الهُدَى وَغَايَةَ التَّقوَى وَكُنْهَ الإيمَانِ حَتَّى يَكْمُلَ فِي ذَلِكَ وَيَسْتَحِقَّه، فَلَبَّسَه الله تعالى وِشَاحَ ذَلِك، فَإذَا تَكَلَّمَ صَدَق، إذَا صَمَتَ أَيْقَن. ثُمَّ قَالَ #: لا يَكونُ الإنْسَانُ مِنْ أَهْلِ الخَير؛ حَتَّى يَكُونَ بِالخَيرِ عَامِلاً، وَلا يَكُونُ لِلشّرّ مُبْغِضَاً؛ حَتّى يَكُونَ لِلشَّرِ تَارِكَاً».

  ٥٦ - عن بكر بن حارثة، عَن زَيد بن عَلي @، عَن أبِيه، عَن جَدِّه، عَن عَلي بن أبي طَالِب $ قَال: قَالَ رَسُول الله ÷: «لَعَنَ الله الزَّائِدَ في كِتَابِ الله، وَالمُكَذِّبَ بِقَدَرِ الله، وَالمُسْتَحِّلَ مَا حَرَمَ الله، وَالمُتَسَلِّطَ


= الْحَسَنِ الْعَقِيقِي: وَذَكَرَ الْمَدَاينِي نَحْوَ حَدِيثِ كُلَيْبٍ إِلاّ أَنَّهُ زَادَ فِيهِ: أَنَّ هِشَاماً لَعَنْهُ الله تَعَالَى، قَالَ لأَهْلِ بَيْتِهِ بَعْدَ مَا خَرَجَ زَيْدٌ مِنْ عِنْدِهِ: أَلَسْتُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ أَهْلَ هَذَا البَيْتِ قَدْ بَادُوا، أَلاَ لَعَمْرِي مَا انْقَرَضَ قَوْمٌ هَذَا خَلَفُهُمْ» [تيسير المطالب في أمالي أبي طالب: ١٦١]، والمدائني فمن الرواة عن أبي مخنف. وروى أبو نصر البخاري: «فخرج أبو الحسين يقول: لم يكره قوم قط حر السيوف إلا ذلوا» [سر السلسلة العلوية: ٥٨].

(١) ساقط في (ب).

(٢) في (ب): وصف واصف.