أخبار الإمام زيد (ع)،

أبو مخنف الأزدي (المتوفى: 157 هـ)

[مناظرة الإمام # للنصراني، والجواب في العدل، وحقيقة الإيمان، والبراءة من العقائد الباطلة، ومواعظ، والكلام في العلماء والراسخين]

صفحة 147 - الجزء 1

  للمُؤمِنِين، وَاسْتَغْنُوا بِالكِتَابِ عَنْ عُلمَاء السُّؤءِ الذين أدْهَنُوا في الدِّين، وبَاعُوا آخِرَتَهُم بِدُنْيَاهُم، تَزُولُ عَنهُم وَيَزُولُون عَنهَا». ثُمَّ قَالَ #: «العِلْمُ ثُمَّ العَمَل، [فَإذَا عِلِمَ ثُمَّ عَمِلَ]⁣(⁣١) فَهَذُا هُوَ الرَّبَّانِيُّ تُصَلّي عَليهِ مَلائِكَة الله إذَا مَات، وَتَسْتَغْفِرُ لَه، فَإذَا عَلِمَ وَلم يَعْمَل كَانَ العِلْمُ حُجَّةً عَليه؛ فَهَذَا مِنْ عُلمَاءِ السُّوءِ وَهُم كَثِيرٌ لا كَثَّرَهُم الله تعَالى». ثُمَّ قَالَ #: «عُلمَاء السُّوء عَلى هَذِهِ الأمَّة أَشَدُّ ضَرَرَاً مِنَ الجَاهِل؛ وَذَلِكَ مِمّا أدْهَنُوا في الدِّين، وَأَخْلَدُوا إلى الدُّنيا، وَأحَبُّوا الحَيَاةَ الدُّنْيَا، وَزَهدُوا في الآخِرَة، وَمَقَتُوا طَاعَة الله سُبْحَانَه». ثُمَّ قَال⁣(⁣٢) #: «إنَّ الله سُبْحَانَه لم يَأمُر عِبَادَهُ بالإيمَان بمَا بَعَثَ بِه الرُّسُل وَهُو يَمْنَعُهُم «مِنَ»⁣(⁣٣) الأخْذِ بِذَلِكَ، وإنَّما تَرَكَ ذَلِكَ مَنْ تَرَكَه مِنْهُم وَانْصَرَفُوا عَنهُ [وَأعْرَضُوا]⁣(⁣٤)؛ بالخَبَائث التي اجْتَرَحُوهَا وَجَنَوْهَا؛ فَاسْتَحَقُّوا الوَعِيدَ مِنَ الله تعَالى عَلى قَدْرِ أعْمَالهم، كَمَا اسْتَحَقَّ الآخَرونَ جَنَّتَه وَرِضْوَانَه عَلى قَدْرِ طَاعَتِهِم». ثُمّ قَال #: «زَائلُوا الذُّنُوبَ تَصْفُو لَكُم هَذِه القُلوب. إنَّ أحَبَّ القُلوبِ إلى الله مَا صَفَا وَصَلُبَ وَرَقَّ، فَأمَّا صَلابَتُهَا فَفِي الدِّينِ، وَأمَّا صَفَاؤهَا فَمِنَ الذُّنُوبِ، وَأمَّا رِقَّتُهَا فَعَلى إخْوَانِكُم المُؤمِنين». ثُمَّ قَال #: «لا يَتْرُكُ عَبْدٌ ذَنْباً يَتْرُكُه خَوْفَاً مِنَ الله وَإجْلالاً لَهُ؛ إلاَّ أَبْدَلَهُ مِنْ ذَلِكَ نُورَاً في قَلْبِه يَجِدُ بِه لَذَّةَ العِبَادَة، وَيُهَوِّنُ عَليه المَوت، وَيَشْتَاقُ بِقَلْبِه إلى مَا عِنْدَ الله تعالى». وَقَال #: «ومَا أرَادَ مِنْ عِبَادِه فَقْد أَمَرَهُم بِه، وَمَا أَحَلَّهُ مِنْ


(١) ساقط في (ب).

(٢) في (ب): وقال.

(٣) ساقط في (ب).

(٤) ساقط في (ب).