[الإمام زيد بن علي @ في كلام أئمة العترة وغيرهم، وأخبار في الرافضة]
  كمَا قَال الله سبحانه(١): {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}[محمد: ٣١]، فَلا فَرقَ بَين المُجَاهِدين والصَّابِرِين؛ لأنَّ [كُلاّ](٢) مُجتهِدٌ فِيما يُرضي الله ø؛ فَيكون عَجزُهم مِنْ جِهَة الأعوان كَرُجُوع النبي ÷ مِنَ الحُديبية إلى المدينَة، ورُجُوع الوَصِيّ ~ مِن صِفِّين(٣) إلى الكُوفة، وَرُجوع الحَسَن والحسين @ مِنَ الكُوفَة إلى المدينة عِندَمَا خَذَلهم النَّاسُ، وَلو وَجَدُوا أعَوانَا عَلى قِتَال أعْدَاء الله لم يِقِفُوا عَنهُم.
  ٦٩ - عن سعيد بن خثيم، قَال: كُنتُ عِندَ الحَسَن بن صَالح، فَتَذَاكَرُوا المَسْحَ عَلى الخُفَّين، وقَال الحسَن: كُنتُ مَعَ زَيد بن عَلي @ فَأتَاه فُضَيل الرّسَان. فَقَال: يَابن رَسُول الله، أصَابَتْنِي جِرَاحٌ؛ فَسَال الدَّمُ؛ فَلَصقَت رِجْلي بِأسْفَل الخُفّ، فَأمْسَح؟. قَالَ #: «شُقّ الخُفَّين، وَاغْسِل رِجْلَك». فَقَال الحسَن بن صَالح: هَذَا جَعفر بِالحِيرَة، يُفْتِينَا بالمَسْح!. فَقُلتُ أنَا وَأنْت إلى جَعفَر. قَال: فَغَداً - إن شَاءَ الله تعالى -. فَلمّا أَصْبَحْتُ، أتَيتُه. فَقَال: يَا أبا معمر، إنّك قَد قَرفتَ عَليَّ كذبَة(٤) وَأنْت مَأمونٌ، فَانْطَلِق.
  قَال: فَأتَيتُ الحِيرَة، فَأُرْشِدْتُ إلى بَابٍ لاطي، فَدَققتُ البَاب فَخرَج [عَليَّ](٥) غُلامٌ أسوَد، فَقُلتُ: قَل لمولاك هذَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ عَمِّكَ بِالبَاب. قَال: فَسَمعتُه يُقول: أَدْخِلْهُ.
(١) في (ب): كما قال الله تعالى.
(٢) ساقط في (ب).
(٣) في (ب): من الصّفين.
(٤) أي ما قرفت عليَّ كذبةً، وهذا من لغة العرب.
(٥) ساقط في (أ).