[الإمام زيد بن علي @ في كلام أئمة العترة وغيرهم، وأخبار في الرافضة]
  فَوَجَدْتُه سَاجِداً فَسَمِعْتُه يَقولُ: اللهمَّ لا تَجْعَلْنِي مِمّن تَقَدَّمَ فَمَرَق، وَلا مِمَّن تَأخَّرَ فَمَحَق، وَاجْعَلني مِن النَّمَط الأوسَط، اجْعَلنِي حَيّاً شَهِيدَاً، وَمَيّتا شَهِيداً. قُلتُ: يَا بنَ رَسُول الله لَقَد جِئتُ لأسْألَكَ، وإنّ أحَقّ مَا أسْألُكَ عَنه لمَا سَمِعتُ مِنكَ. قَال: وَمَا سَمِعت؟!. قَال، قُلتُ: مَنْ هَذا [الذي](١) تَقَدَّمَ فَمَرق؟!. قَال: هَؤلاء الرَّافِضَة المُتَقَدِّمَة، حَمَلُوا النَّاسَ عَلى رِقَابِنَا، وَادَّعَو فِينَا مَا لَيس لنَا، وَزَعَمُوا أنَّا نَعلَمُ الغَيب، اللهمّ إنّي أبْرَأ إليكَ مِنهُم.
  قَالَ، قُلت: يَا بن رَسُول الله، مَنْ هَذا الذي تَأخَّرَ فَمَحَق؟!. قَال: هَؤلاء المُرجِئة السَّامريّة، هُم لنَا أعَدَى مِنَ اليَهود. قَال: يَا بن رَسُول الله، فَمَن النّمَطُ الأوسَط؟!. قَال: أنت يَا شَيخُ وَأصْحَابُك، قَومٌ حَملونا عَلى حَواجِبهم - وأشَارَ بِيَدِه إلى حَاجِبِه - وَبَاشَرُوا السُّيوفَ دُونَنَا بِجِبَاهِهِم(٢)، والقَنَا دُونَنَا بِنُحُورِهِم أولئك الرَّفيقُ الأعلَى، مَنْ سَمِع مِنهُم وَاعيتنا وأجَابَ مِنهُم دَاعِيَتَنا فَاسْتُشْهِد فَهُو شَهيدٌ مَعَ شُهَدَاء بَدْرٍ؛ لِحفظِه لِرَسُول الله ÷ [١٠ - أ] فِينَا بَعدَ مَوتِه، وَمَنْ كَان يُظْهِرُ فَضْلَنَا وَيَنتظَرُ أَمْرَنا فَيُوالي وَليّنا وَيُعَادِي عَدُوَّنَا فَهُو شَهيدٌ يَمرُّ عَلى الأرضِ شَهِيداً، فَإذا مَاتَ كَان مَع الشُّهدَاء. قُلتُ: يا بن رسول الله، مَا أحسَن هَذَا الحَديث. زَعَم الحسَن بن صَالح بن حَي أنّك أَفَتَيتَهُ في المَسْح؟!. قَال: لَيس كَذَلك، ولكن سَألنِي وَعِندِي أخْلاطٌ مِنَ الكُوفَة، فَخشيتُ أن يَتَفَرَّقُوا عَليَّ في قَبائلِها(٣)، فَقُلت: قَد مَسَح قَومٌ، لكنّا أهل البَيت لا(٤)
(١) ساقط في (ب).
(٢) في (ب): بحواجبهم.
(٣) في (ب): أن يتفرقوا على قبائلها.
(٤) في (ب): لم.