أخبار الإمام زيد (ع)،

أبو مخنف الأزدي (المتوفى: 157 هـ)

[الإمام زيد بن علي @ في كلام أئمة العترة وغيرهم، وأخبار في الرافضة]

صفحة 198 - الجزء 1

  عَلِيّاً⁣(⁣١) كَما تُعنِّفُونِي؛ فَإنّما أنَا رَجُلٌ أوْرَثَنِي رَجُلٌ من كَانَ فِي يَدِه، فَإن يَكُنْ كَانَ الحَقّ لَه؛ فَحَقّهُ نَحَلَنِي، وَإن يَكُن لَكُم؛ فاَلوِزْرُ في عُنُقِه إذَا أعْطَاني مَالم يَكُن لَهُ وَلا لي.

  قَالَ، وَعَليٌّ - # [١٢ - ب] سَاكِت - قَالَ العَبّاس: يَا عَلي، فَمَالَكَ لا تَتَكَلَّم؟!. قَال: يَا عَمّ، فِيمَ⁣(⁣٢) أتكَلَّمُ وَالحُجّةُ مِنَ الله تَعالى بِالِغَةٌ. بِالله يَا عُمَر، هَل سَمِعتَ رَسُول الله ÷ يَقُول فِيَّ: «هَذَا أولى بِالمُؤمِنِين بَعْدِي»؟. قَال: نَعم، وَإنّما عَنَى بِذلَك القَول فِي الدِّين. فَقَال: دَعْ هَذِه. هَلْ سَمِعْتَ رَسُول الله ÷ يَقولُ: «عَليٌّ مُعَلِّمُ أمّتِي»؟. قَال: نَعَم، وَليس يُسْتَحَقّ بِهَا الخِلافَة. قَال: نَشَدْتُك بالله الذي لا إله غيره، هَل سَلّمْتُم⁣(⁣٣) عَليَّ بالإمَارَة في حَيَاتِه بِأمْرِه ÷؟!. قَال: اللهمّ نَعَم، فَأنَا أسْتَخِيرُ الله فَلقَد ذَكَّرْتَنِي، فَإذَا كَانَ غَدَاً فَالقنِي أنْت وَعَمك في خَلا. فَلمّا كَانَ مِنَ الغَد أتَينَاهُ وَقَد شَاوَرَ فِيهَا رِجَالاً، فَقَال له عبدالرحمن بن عوف⁣(⁣٤): والله يَا عُمر، لَئن فَعَلتَ لَتُلْعَنَنَّ وَلَيُلْعَنَنَّ صَاحِبُكَ إلى يَومِ القِيامَة؛ فَإذَا هُوَ عَلى غَير مَا عَهِدنَاهُ، فإلى⁣(⁣٥) الله المَصِير.


(١) في (ب): لتقدمه على عليّ.

(٢) في (أ): فيما.

(٣) في (ب): نشدتك بالله الذي لا إله إلا هو هل سلمّت عليّ بالإمارة.

(٤) في (أ): لعنه الله تعالى.

(٥) في (ب): وإلى.