[طائفة من الأخبار في بعد استشهاد الإمام زيد بن علي @ وخروج ابنه الإمام يحيى بن زيد @ إلى الجوزجان ومقتله، وأخبار عن الإمام زيد بن علي]
  آلاف مُقاتل ويحيى بن زيد @ في سَبعِين رَجُلاً؛ فَقَاتَلَهم # فهَزَمهم، وأصَاب يحيى وأصْحَابُه دَوابّاً كَثيرَة، ثُمّ أقبَل حَتّى مَرّ بِهَراة، فَوجَّه نَصر بن سيار سَالم بن أحور التّميمي في طَلَبه فَأتبعَه فَلَحق به بجَوزجَان بقرية يقال لها: ارغوا، فَقَاتلوه قِتالا شَديداً، وَبَرز رَجُلٌ مِنْ أهل الشّام، فَنادى مَنْ يُبَارِزُني؟. فَبرَز إليه رَجُلٌ مِنْ أصحَاب يحيى #؛ فَقتَله. ثُمّ نَادى فخَرَج إليه آخَر؛ فَقَتلَه. قَال: ثمّ خَرَج إليه آخَر؛ فَقتَله. قَال: فَخرَج إليه يحيى #. فقَال لَه: يابن الخنَا، إنّك لَشَديد المُجَاحَشَة عَلى سُلطان بني أميّة. قَال: ثُمّ ضَربَه(١) فَقَدَّه؛ حَتّى فَرَاهُ. قَال: وَلما دَنَا القَومُ - وَكَان يَوم الجُمعة -، وَحَضرَت الصَّلاة؛ نَزل يحيى # إلى نَهْرٍ فَاغتسَل، ثُمّ خَرَج وَهُو يَقُول: مَنْ يُروح إلى أبي القَاسِم ÷؟. فقَال لَه رَجُلٌ: كَأنّك تُريدُ المَوت؟. قَال: نَعم. قَال: أرَأيتَ إن أنَا قَاتَلتُ(٢) مَعَك حَتّى أُقْتَلَ؛ تُورِدُني عَلى محمد ÷؟. قَال لَه: نَعم. قَال: وَكَان قَوَّاسٌ بِالجوزجان رَأى فيما يَرى النّائم كَأنّه قَتل نَبياً، فَأصبَحَ مِنَ الغَدَاة، فَأتَى أهلَ مَسجِدِه فَلمّا (بياض في المخطوط)(٣) فَنَاشَدَ أهل المَسجِد أن يغلّوا يَدَه!. فَقِيل لَه: وَلِم ذَلك؟. قَال: إني رَأيتُ اللّيلَة كَأني قَتلتُ نَبيئاً، وأنَا(٤) أخَاف أن أُبتَلى؛ فَأدْرِكُوني. فَما لبث إلاّ قَليلاً حَتّى ظَهر يحيى # وخَرَج القَوّاس مَعَ العَسكر فَرمى يحيى # بِسَهْم في جَبهته.
(١) في (ب): قال فضربه.
(٢) في (ب): أقاتل.
(٣) بياض في كلا النسختين، بمقدار ثلاث إلى أربع كلمات.
(٤) في (ب): فإني.